يوما بعد يوم تثبت المرأة السعودية جدارتها بالثقة التي منحتها لها القيادة، فبعد نجاحها في مجالات عدة هاهي تقدم خدماتها الطبية للحجيج في مطار الملك عبد العزيز بجدة، متسلحة بلغات عدة مكنتها من التواصل مع معظم الجنسيات.

"الوطن" رصدت خلال جولة لها في مركز الرقابة الصحية بمدينة الحجاج في مطارالملك عبد العزيز الدولي فتيات سعوديات يتقن ست لغات مختلفة يتحدثن بها خلال تقديمهن الخدمات الطبية لجموع الحجيج الذين يخضعون للكشف المبدئي في المركز الصحي بالمطار.

وبسؤالهن عن كيفية إتقانهن لتلك اللغات، أكد بعضهن أنهن اكتسبنها نتيجة الاحتكاك المباشر مع الحجاج سنويا، وقالت أخريات إنهن تعلمنها بفعل مصاهرتهن لمتحدثي تلك اللغات عن طريق أحد الأبوين، فأصبحن يتقن اللغة الإنجليزية والتركية، إضافة إلى الفارسية والأوردية ولغة بلاد الطاجيكستان، وغيرها.

وأوضحت رئيسة الممرضات زكية عفش أن العمل داخل المركز يتطلب تركيزا وإتقانا من قبل الفرق الطبية، وأنهن واجهن صعوبات في السنوات الماضية، ولكنهن تغلبن عليها بالجد والإصرار، مشيرة إلى أن الكشف على الحجاج يتطلب مخاطبتهم بلغاتهم، حتى يستطعن تشخيص حالاتهم.

وأشارت عفش إلى أن المركز يستعين خلال موسم حج هذا العام بممرضات سعوديات من كافة مناطق المملكة، لديهن القدرة على إتقان لغات عدة، بهدف تسهيل التخاطب مع الحاج، ومعرفة العارض المرضى الذي يعاني منه.

وأكدت أن وجود هؤلاء الممرضات ساهم في سهولة التواصل بين الحجاج والطاقم الطبي، وسرعة تشخيص الحالة، لافتة إلى أن عمل بعضهن في المركز لسنوات طويلة أكسبهن تعلم لغات عدة، مشيرة إلى أن فترة عمل الواحدة منهن تستمر إلى ثماني ساعات.

ولدى تجول "الوطن" في المركز لاحظت إحدى الممرضات وتدعى عفاف قاسم وهي تخاطب أحد حجاج أوزبكستان لتشخيص حالته الصحية، حيث أفادت بأنها تشعر بالفخر أثناء وجودها في العمل، معتبرة أنها سفيرة لبلادها أمام الحجاج، وقالت إنها تعلمت هذه اللغة من جدتها التي تعود إلى أصول أوزبكية.

وتشاركها الرأي الممرضة داليا نعيم التي تتعامل مع حجاج تركيا، والتي تقول إن إجادتها للتركية تعود لوجود عرق تركي في أسرتها، إلى جانب زياراتها المتتالية لتركيا مع أسرتها ، مما ساهم في تكوين مدخر كبير من المصطلحات التركية، وجعل التخاطب بها محببا لديها، مشيرة إلى إجادتها كذلك للإنجليزية.

كما توجد بالمركز الممرضة سليمة قود، التي تتقن الفارسية، مشيرة إلى أنها تسعى إلى تعلم الفرنسية والتركية، وتشاركها الأمنية الممرضة أسماح قارة، التي تتقن الحديث مع الحجاج الإندونيسيين.