تشير تقديرات رسمية إلى أن ما لا يقل عن 4500 شخص يموتون بسبب البرق كل عام، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم أكبر بكثير حتى أنه يصل إلى عشرات الآلاف، وذلك بالنظر إلى حدوث كثير من الصواعق في أماكن نائية ربما تقتل كثيرين دون أن ترصدهم البيانات.

وأشارت دراسات كثيرة إلى أن ضربات الصواعق القاتلة لا تزال سببا مهما للكوارث.

ويعد البرق ظاهرة طبيعية شائعة، لكنها لا تخلو من الخطورة، فالبرق هو أحد أقوى مصادر الطاقة في الطبيعة.


وتشير التقديرات التقريبية إلى أن كثافة وميض البرق في جميع أنحاء العالم بمقدار 6 ومضات/كيلومتر مربع/سنة، ولوحظ ارتفاع كثافة وميض البرق في بعض البلدان مثل جنوب إفريقيا التي يموت فيها أكثر من 250 شخصا بسبب الصواعق سنويا.

خسائر كبيرة

يمكن أن تؤدي الصواعق إلى خسائر مادية كبيرة، وكذلك خسائر في الأرواح، والعدد الدقيق للوفيات غير واضح، لكن أحدث التقديرات المتاحة من 28 دولة تشير إلى أن ما بين 4429 وفاة و24 ألف وفاة بسبب الصواعق سنويا في جميع أنحاء العالم. إضافة إلى ذلك، تتورط الصواعق في نفوق الماشية والحيوانات، مما يؤدي إلى تكاليف مالية كبيرة.

وتشير بيانات إلى أن صواعق البرق تسببت في وفاة أكثر من 100 ألف شخص في الهند بين عامي 1967 و2019، ويعد ذلك أكثر من ثُلث الوفيات الناجمة عن الأخطار الطبيعية خلال هذه الفترة، كما يضطر الناجون من ضربات البرق إلى التعايش مع أعراض مثل الضعف والدوخة وفقدان الذاكرة.

دراسة حديثة

توضح بيانات طبية أن الجسم الذي يتعرض لضربة الصاعقة، يصاب بأذيات جلدية ومنها الحروق.

لكن دراسة حديثة بينت أنه يمكن فهم ما إذا كان الناس أو الحيوانات ضحايا لضربات البرق القاتلة بناء على تحليل الهياكل العظمية فقط، وقد يسمح للخبراء ببناء صورة أكثر اكتمالا للوفاة الحقيقية نتيجة ضربات الصواعق.

وكشفت تلك الدراسة أن ضربة الصاعقة تترك آثارا حتى في العظام التي قد تصاب بالتصدع واسع النطاق.

ويقول باتريك راندولف كويني عالم الأنثروبولوجيا الجنائية من جامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة «تأخذ أذية ضربة الصاعقة شكل تشققات تتشعب من مركز الخلايا العظمية، أو تنتشر بغير انتظام بين مجموعات الخلايا».

وتزداد الأذية والتصدعات المجهرية كلما انخفضت كثافة العظام مع تقدم الإنسان في العمر، فبعد تجاوزه الأربعين، تصبح العظام أكثر عرضةً للتصدع الناجم عن ضربات الصواعق، لأنها تصبح أكثر هشاشة.

صدم الخلايا

يؤكد الباحثون أن التيار الكهربائي الذي تحمله الصواعق ينتج موجة صدم عالية الضغط عند انتقاله عبر العظم، ومرور الطاقة الكهربائية في النسيج العظمي يصدم كل خلية من خلايا العظام.

أعراض

درس فريق دولي من الباحثين المتخصصين في أنثروبولوجيا الطب الشرعي، وعلم الأنسجة، وفيزياء البرق، والتصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية من جامعات ويتواترسراند (Witwatersrand University) في جنوب إفريقيا، ونورثمبريا (Northumbria University) في المملكة المتحدة، ومؤسسة الطاقة النووية في جنوب إفريقيا؛ ما يمكن أن يسببه التيار الكهربائي الهائل في جسم الإنسان.

ونشر الفريق تقريرا على موقع «ذا كونفرزيشن» أكدوا فيه أن «التيار الكهربائي الهائل يتسبب في توقف القلب والجهاز التنفسي، فضلا عن الأضرار العصبية، وقد تتمزق طبلة الأذن، وقد تتكسر العظام، وتكون هناك حروق كهربائية شديدة في مواقع دخول وخروج التيار الكهربائي».

الاشتباه

يبحث أخصائيو الطب الشرعي في أسباب الوفاة الخاطفة عند حدوثها، حيث يبحثون عن علامات الصدمة الصاعقة في جلد المتوفى وأعضائه الداخلية.