شيع مئات الآلاف من اليمنيين أمس جثامين 12 من ضحايا المواجهات الأخيرة مع قوات الأمن اليمنية في صنعاء. وهاجم القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الشيخ عبدالله صعتر في خطبة له قبل بدء مراسم التشييع النظام القائم في البلاد، قائلاً إن اليمنيين "صاروا يواجهون اليوم حكماً عائلياً وأمناً عائلياً وحتى علماء دين عائليين؛ حيث تم استحلال المحرمات والأعراض واختطاف النساء والاعتداء على المظاهرات النسائية". وأضاف "صنعاء لم تعش ليلة مروعة منذ بنيت قبل قرون، كما عاشتها ليلة الأحد الماضي في ظل هذه العائلة"، مطالباً بضرورة رحيل النظام.

وانتقد صعتر إصرار الرئيس علي عبد الله صالح على إدارة ظهره لكافة الجهود الرامية لإيجاد حلول للخروج من الأزمة القائمة في البلاد، مشيراً إلى أن الخليجيين "تدخلوا عبر مبادرتهم لإيجاد الحل بين الطائفتين في اليمن، ووقع اللقاء المشترك وشركاؤه وقيادات المؤتمر على المبادرة بينما رفضها صالح".

وجاءت فعالية التشييع بعد يوم دامٍ هو الرابع على التوالي، حيث قتل وجرح العشرات من المتظاهرين. واكتظ المستشفى الميداني في ساحة التغيير بالقتلى والمصابين، فيما أقر متعاون مع النظام أنهم احتجزوا نحو 200 متظاهر في قاع العلفي وتم تسليمهم إلى قوات الأمن. وكان حقوقيون وشهود عيان قد أكدوا أن أكثر من 300 شخص بينهم 8 نساء تم اختطافهم في مسيرات أول من أمس من قبل مسلحين مدنيين وجنود من الأمن المركزي.

إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الموالية للرئيس صالح والمسلحين التابعين لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. وأكد بيان صادر عن الفرقة الأولى التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، الموالي للثورة أن لجنة الوساطة التي يترأسها رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش، تمكنت مساء أول من أمس من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين قوات صالح، وأنصار الأحمر في منطقة الحصبة.

ومن جهتها استنكرت هيئة علماء اليمن، التي يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني ما أسمته "استمرار القتل الوحشي الذي لا يقره شرع ولا قانون ضد المتظاهرين السلميين". ودعت في بيان، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية "لتحمل مسؤولياتهم للعمل على إيقاف هذه الانتهاكات".

من جانب آخر خطف مسلحون من تنظيم القاعدة سبعة عسكريين بينهم ضابط مساء أول من أمس في زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية.