قتل عشرة مدنيين في سورية أمس بينهم أربعة قضوا برصاص عناصر موالية للنظام في حمص، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم جنود منشقون عنه، أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل في جنوب البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "قتل أربعة مدنيين برصاص الأمن خلال عمليات مداهمة بحثا عن مطلوبين في مدينة القصير والمناطق المحيطة بها". وأضاف أن "شابا قتل واعتقل أخوه وجرح 9 آخرون في القصير برصاص الأمن أثناء عملية مداهمة بحثا عن مطلوبين. وقتلت شابتان وجرح 4 من أفراد عائلتيهما في الدوسية إثر إصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي خلال اشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش". وتابع "كما قتل مدني في عرجون وجرح 5 آخرون، جراح اثنين منهم حرجة في قرية ودان".
وأشار المرصد إلى أن "اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلحة يعتقد أنها منشقة في قرية النزارية الحدودية مع لبنان بالقرب من القصير التابعة لريف حمص أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين أحدهما سيدة برصاص طائش". ولفت إلى أن "الجيش يستخدم الرشاشات الثقيلة لضرب منازل في القرية يعتقد بوجود منشقين أو نشطاء فيها". وأضاف "كما استشهد أمس أربعة مواطنين وأصيب خمسة آخرون بجروح متفاوتة في حي النازحين بحمص إثر إطلاق الرصاص عليهم من قبل مجموعة من الشبيحة"، الميليشيات المدنية الموالية للنظام.
وأضاف المرصد "كذلك استشهد مواطن فجر أمس متأثرا بجراح أصيب بها أول من أمس بإطلاق رصاص من الأمن في مدينة عربين" قرب دمشق. وفي مدينة داعل الواقعة أيضا في محافظة درعا دارت اشتباكات مماثلة بين قوة عسكرية كبيرة ومسلحين منشقين. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل 2501 مدني و773 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي.
وفي سياق متصل ذكر مصدر أمني لبناني أمس أن وحدة من الجيش السوري توغلت شرق لبنان وقتلت رجلا سوريا واختطفت شقيقه. وأوضح المصدر أن الحادث وقع أول من أمس في منطقة القاع شرق وادي البقاع القريب من الحدود السورية. وأضاف أن الوحدة توغلت لمسافة 1,5 كلم داخل الأراضي اللبنانية وقتلت أحمد عادل أبو جبل واعتقلت شقيقه عمار. وأفاد سكان محليون أن الوحدة السورية كانت تلاحق مجموعة من النشطاء والمنشقين عن الجيش قرب الحدود اللبنانية. وذكر جندي لبناني من حرس الحدود أن الوحدة دخلت الأراضي اللبنانية بدون قصد، مرجعا السبب إلى عدم ترسيم الحدود بين الجانبين. تجدر الإشارة إلى أن نحو خمسة آلاف سوري لجأوا إلى المنطقة للهروب من الحملات العسكرية التي تقوم بها القوات السورية ضد الاحتجاجات المناهضة للنظام.
من جانب أخر، شنت وسائل إعلام سورية رسمية أمس هجوما عنيفا على الجامعة العربية متهمة إياها بالعمل وفق أجندة قوى دولية "عدوانية" تمارس "فعلا تخريبيا" مضادا للمصالح العربية. وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الماضي في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"أطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما"، الا أن سورية تحفظت على هذا البيان.