وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان العملية التي تفذها مقاتلون من حزب العمال الكردستاني، بأنها ذراع لدول خفية ، فيما توعد الرئيس عبدالله جول من يقف وراء الحزب الكردي بالانتقام. وكان مسلحون أكراد تابعون لحزب العمال الكردستاني قد شنوا عملية عسكرية ضد مواقع عسكرية تركية على الحدود العراقية، في شوكورجا ويوكسيكوفا في محافظة هكاري، جنوب شرق البلاد، في وقت متأخر من ليل أول من أمس أدى إلى مقتل 24 جندياً وإصابة 22 آخرين. وإثر ذلك قامت المقاتلات التركية بالرد داخل كردستان العراق ضد مواقع الحزب مما أدى إلى مقتل 15 مقاتلاً من عناصر الحزب.
ودعا إردوغان ،أمس، مواطنيه إلى الصمود، وقال" يجب ألا نستسلم لأي هجوم سواء كان من الخارج أو الداخل" مضيفاً :" لن نتراجع. وسوف نكافح الإرهاب أياً كان من يؤيده سراً أوعلانية".
وتابع قائلاً :" يجب أن يحافظ شعبي على هدوئه ولا ينتهك الديموقراطية أو حقوق الإنسان. الديموقراطية وحقوق الإنسان سوف تحلان مشكلة الإرهاب. عملنا على الديموقراطية وتقدمنا لن توقفه هذه الهجمات الإرهابية ".
ونقل عن جول قوله "أولئك الذين سببوا لنا هذا الألم، سيعانون بالمقدار عينه، وأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم هزّ الدولة التركية بهذا الشكل سيرون أن انتقامنا لهذه الهجمات سيكون عظيماً".
وأضاف "سيرون في النهاية أنهم لا يمكنهم شنّ حرب ضد الدولة التركية، والذين يساعدونهم يجب أن يتعلموا الدرس أيضاً وأن يتحملوا عواقب ذلك". وألغى إردوغان زيارة رسمية كانت مقررة إلى كازاخستان، كما ألغى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارة رسمية مقررة له أيضاً إلى صربيا. وتقول أنقرة إن نحو 2000 مسلح من حزب العمال يتحصنون في شمال العراق حيث يتسللون منه إلى الأراضي التركية لشن هجمات. وقالت وكالة فرات الكردية للأنباء أن بضع مئات من الجنود الأتراك دخلوا شمال العراق لتعقب مقاتلي حزب العمال الكردساني.
وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندرس فوج راسموسن، الهجمات.
وبحسب مراقبين فهذه هي ثاني أكبر حصيلة ضحايا للجيش التركي منذ بدأ حزب العمال الكردستاني كفاحه المسلح في العام 1984 للمطالبة باستقلال المنطقة ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق البلاد. وفي العام 1993، قتل المسلحون 33 جندياً تركيا خلال نقلهم من موقع إلى آخر.
وكثف حزب العمال هجماته بشكل ملحوظ منذ الصيف، كما هددت تركيا بالتدخل عسكرياً في معاقل الحزب الواقعة في كردستان العراق (شمال العراق).