قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أمس، إن الاكتشافات الأخيرة أظهرت محفظة متنوعة من اليورانيوم في المملكة؛ مشيراً إلى وجود مواقع جيولوجية مختلفة داخل المملكة غنية باليورانيوم من بينها جبل سعيد والمدينة المنورة.

وأكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن السعودية تسعى لتكون لها الريادة العالمية في إنتاج الطاقة النظيفة من خلال إطار عمل الاقتصاد الدائري للكربون، لما يشهده العالم من تحول نحو الاستدامة، لا سيما في قطاعي الطاقة والتعدين.

وقال خلال جلسة حوارية ضمن جلسات "مؤتمر التعدين الدولي" المقام حاليا في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض: "إن المملكة رائدة في صناعة البترول العالمية، حيث إن إنتاج البترول الخام في المملكة يعتبر من بين أقل أنواع الكربون كثافة في العالم، وقد استثمرت فيه بشكل كبير في مشاريع استخلاص الكربون، واستخدامه، وتخزينه.


وأضاف: "إن المملكة ستواصل مسيرتها نحو تحقيق الريادة العالمية في كافة أشكال الطاقة النظيفة، بما في ذلك صناعة المواد الهيدروكربونية، وإنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، وهو ما يُعد جزءًا مهمًا متممًا لإمكاناتها المعروفة في مجالي النفط والغاز.

وأكد وزير الطاقة أن الإنتاج المستدام للمعادن يتطلب استخدامًا نظيفًا وفاعلاً لمصادر الطاقة في مختلف العمليات الصناعية، مشيرا إلى أن المملكة تعمل المملكة على تطوير مصادر طاقة جديدة وبديلة، مثل الطاقة المتجددة، والهيدرجين النظيف، وبرامج الطاقة النووية المدنية.

واستطرد قائلًا " إن برنامج المملكة للطاقة المتجددة من الأكثر طموحا حول العالم، وقد حققت المملكة على أرضها إنجازات بارزة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تسعى لتحقيق مستهدفاتها في هذا المجال للوصول إلى مزيج طاقة أمثل تشكل فيه الطاقة المتجددة 50% بحلول 2030.

وتطرق الأمير عبدالعزيز بن سلمان لتوجه المملكة فيما يتعلق بالتقنيات النظيفة لإدارة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مبينا أن جميع محطات توليد الغاز ستكون مدعومة بتقنيات استخلاص الكربون، كما أن الهيدروجين النظيف هو محور لاستثمارنا، والمملكة تعمل على إنشاء أكبر مركز للهيدروجين النظيف في العالم في المملكة"، مبينا أن هذه البرامج الطموحة ستجعل من المملكة وجهة للصناعة والطاقة النظيفة، بأثر كربوني محدود، عن طريق تمكين الشركات لتحقيق مستهدفاتها المستدامة، وتطوير سلاسل إمداداتها، لاسيما في قطاعات المعادن والتعدين والعناصر، وفي مجال المواد المستدامة الآخذ في التوسع، حيث نستغل مهاراتنا في المواد الكيميائية.

كما تطرق وزير الطاقة إلى جهود التوطين في قطاع الطاقة، وقال: "إن المملكة تتمتع بوفرة من العناصر والمعادن التي لها حاجة كبيرة في الوقت الحالي حول العالم، وتعمل كذلك على تعزيز البنى والشراكات التي تمكنها من استغلال هذه الموارد على أحسن وجه، مؤكدا أن المملكة تعمل على تطوير وتأمين العناصر والمعادن الرئيسة اللازمة لتوطين سلاسل الإمداد وللسعي إلى طاقة أنظف، ويشكل هذا فرصة واضحة لتوطين سلاسل الإمداد في المملكة".

وأضاف "إن خطط المملكة لا تقتصر على استغلال المعادن محليًا، بل تتجاوز ذلك إلى التحوط على الصعيد العالمي لضمان توافر العناصر الإستراتيجية، ووزارة الطاقة تتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية وصندوق الاستثمارات العامة وشركة "معادن" لتأمين سلسلة الإمداد الإستراتيجية للمعادن، والعناصر النادرة والمهمة في العالم.

وبين أن هذا الأمر يتطلب توظيفًا لمشاريع تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات على نطاق واسع في جميع أنحاء المملكة , كما أن صناعة هذه المكونات سيؤدي إلي ارتفاع في الطلب على المعادن، مثل النحاس، والألمنيوم، والزنك، والليثيوم، والسيليكون" . وتابع سموه قائلًا "دعونا لا ننسى أن المملكة العربية السعودية ستصبح قريبًا موطنًا لمصنعي السيارات الكهربائية ومصنعي السيارات ذات الوقود الفعال، التي ستعتمد على المعادن والفلزات النادرة للعديد من مكوناتها".