دان الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اقتحام "مخرّبين فاشيّين" لمراكز السلطة في برازيليا، وأصدر مرسومًا يقضي بـ"تدخّل اتّحادي" للشرطة من أجل استعادة السيطرة على أمن العاصمة. وقال لولا الذي أدّى اليمين رئيسًا للبرازيل قبل أسبوع واحد فقط "سنجدهم كلّهم وسيُعاقَبون جميعًا".

شغب مناصرو بولسونارو

اقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الأحد مبنى الكونجرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، بعد أسبوع على تنصيب اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبلاد. وهاجم مد بشري من المتظاهرين الذين ارتدوا الأصفر والأخضر مرافق السلطة الرئيسية للبلاد في برازيليا، وهي صور تذكر باقتحام مناصري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مبنى الكونجرس في واشنطن في يناير 2021. بحسب أشرطة فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية مكاتب البرلمانيين محطمة او متظاهرين واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ.


يبدو أن الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعتبر تحفا معمارية من الطراز الحديث وتضم الكثير من الأعمال الفنية. المنطقة القريبة من ساحة السلطات الثلاث حيث يوجد قصر بلانالتو الرئاسي قرب المحكمة العليا ومبنى الكونجرس، كانت أغلقتها السلطات لكن أنصار بولسونارو تمكنوا من خرق الطوق الأمني. حاول الشرطيون، الذين يبدو أن هذا التحرك باغتهم، صدهم عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع لكن بدون جدوى. وقال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر "هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك".

وكان دينو سمح السبت بنشر عناصر من القوة الوطنية وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحيانا إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن. وفي ردود الفعل الدولية، ندد نواب فرنسيون من معسكر الرئيس ومن المعارضة اليسارية مساء الأحد بـ"هجمات اليمين المتطرف" في البرازيل وعبروا عن دعمهم للرئيس لولا.

طلب تدخل عسكري

وقالت سارة ليما (27 عاما)، وهي مهندسة مؤيدة لبولسونارو جاءت من جويانيزيا على بعد 300 كيلومتر من برازيليا "علينا إعادة النظام بعد هذه الانتخابات المزورة". وكان لولا (77 عاما) غائبا عن برازيليا الأحد حيث توجه إلى مدينة أراراكوارا في ولاية ساو باولو (جنوب شرق) التي شهدت فيضانات مدمرة في نهاية العام. وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته أمام لولا في 30 أكتوبر.

وكانوا يطالبون بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونجرس الأحد الماضي. ونصب لولا (77 عاما) خلال حفل في الكونجرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عامًا من ترك السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003-2010). وشكلت عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، وخصوصا أنه كان قابعا في السجن قبل 4 سنوات فقط لاتهامه بالفساد. وترأس الجمعة اجتماعاً لوزرائه الـ37 للمرة الأولى متحدثاً عن "مهمة صعبة" ولكن "نبيلة" لـ"إعادة بناء البلاد" بعد 4 سنوات من حكم جايير بولسونارو.

وتبدو مهمة الوزراء الجدد صعبة في بلد منقسم بشدة بعد انتخابات شهدت استقطاباً شديداً وأفضت إلى فوز لولا بفارق ضئيل على بولسونارو. وقد غادر بولسونارو الذي هزمه لولا بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر، البرازيل في نهاية السنة متوجها إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترمب حاليا.