هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بسفك دماء أي محرر فلسطيني يعود إلى أي نشاط (مقاوم) ضد إسرائيل. واعتبر نتنياهو في مؤتمر صحفي في القاعدة الجوية في تل نوف بتل أبيب أن صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع 1027 أسيرا وأسيرة فلسطينية "في الوضع الراهن كانت الخيار الأفضل".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فعبر عن استياء كثير من الإسرائيليين من الإفراج عن هذا العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل جندي واحد، بقوله إن نقاشات ستدور لوضع قواعد منظمة لأي صفقات قد تضطر إسرائيل إلى إبرامها في المستقبل.

وكانت صفقة تسليم وتسلم الأسرى معقدة جدا وتم خلالها اتخاذ التدابير الأمنية كافة لإتمامها، وفقا للقيادي فى حركة حماس عزت الرشق. وقال إن الجانب الفلسطيني سلم الجانب المصري شاليط ولم تسلمه مصر لإسرائيل إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى في المرحلة الأولى.

ففي بداية التسليم قام الجانب الإسرائيلي بفحص شاليط وهو في حوزة حركة حماس ثم بعد أن تأكدوا من سلامته أعطى الإسرائيليون الإشارة بالإفراج عن نصف عدد الأسرى الفلسطينيين. وبعد تسليمه إلى الجانب المصري قام الصليب الأحمر بلقاء شاليط والتحدث معه ثم أجرى التلفزيون المصري مقابلة معه في مقر جهاز المخابرات المصرية في معبر رفح. وقام بعد ذلك الجانب المصري بالتحفظ على شاليط من أجل التأكد من إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى من الصفقة وعددهم 477 أسيرا.

وكان شاليط دخل معبر رفح يرافقه قائد كتائب القسام أحمد الجعبري وعدد من الحراسات التابعة للكتائب، واستقبله وفد أمني مصري على البوابة المصرية من المعبر، بحضور نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.

وكان الجعبري ومعه اثنان من كبار مساعديه وصل إلى الجانب المصري من معبر رفح وبرفقته شاليط الذي كان يرتدي ملابس مدنية عبارة عن قميص أبيض مخطط باللون الأسود وطاقية سوداء.

وبرز نقاش عما إذا كان يتوجب تسليم شاليط بالزي العسكري الذي تم اختطافه به؟ أم وهو يرتدي ملابس مدنية. ويبدو أن القرار استقر على أن يسلم وهو بملابس مدنية حيث إن تسليمه بملابس عسكرية سيظهره وكأنه أسير حرب.

وليس من الواضح الطرق التي تم سلوكها من أجل إيصال شاليط إلى الجانب المصري من معبر رفح. ولكن مصادر مطلعة قالت إن جزءا مهما من الاتفاق المبرم حول تبادل الأسرى نص على عدم تحليق طائرات إسرائيلية من أي نوع في أجواء قطـاع غزة خلال عملية التبادل.

وقالت المحطة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن "حماس سلمت شاليط لمصر في عملية أمنية معقدة صحبها تمويه إعلامي متقن".

وفور تسلم شاليط قام الجانب الإسرائيلي بإلباسه الزي العسكري وهو المظهر الذي ظهر فيه لدى استقباله من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأبناء عائلته لدى وصوله على متن طائرة مروحية إلى أحد القواعد العسكرية الإسرائيلية.

من جهة أخرى، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن التقاط الصور لشاليط في الجانب المصري وإجراء مقابلة معه من قبل التلفزيون المصري كان مخالفا للاتفاق.

وأكد شاليط في اللقاء أنه علم منذ أسبوع بنبأ الإفراج عنه، معربا عن أمله في أن تساعد الصفقة في التوصل إلى سلام دائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ودعم أواصر التعاون بينهما. وعما إذا كان من الممكن أن يقود حملة شعبية في إسرائيل لإطلاق سراح أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية قال "إنه سيسعد كثيرا إذا تم تحريرهم جميعا كي يتمكنوا من العودة إلى أسرهم وعائلاتهم وأراضيهم".