يواجه النظام الايراني أحد أكبر التحديات في تاريخه، عن طريق احتجاجات لم توقفها الاعتقالات والإعدامات، بل جعلت النظام يفرج عن إحدى المشاهير المعتقلين، وأقالت قوات الشرطة، العميد حسين أشتري، حيث أعلنت وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية شبه الرسمية،، أنه تم الإفراج بكفالة عن تارانه عليدووستي، النجمة البالغة من العمر 38 عامًا في فيلم «البائع» الحائز على جائزة أوسكار أصغر فرهادي. تضامن المشاهير

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن إيران أفرجت عن عليدووستي، بعد قرابة ثلاثة أسابيع من سجنها لتعبيرها عن تضامنها مع رجل أُعدم، بسبب اضطرابات مرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقالت والدتها، نادر حكيم الله، إنها ستطلق سراحها في منشور على إنستجرام.


وانضمت عليدووستي إلى العديد من المشاهير الإيرانيين، في الإعراب عن دعمهم للاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد، وانتقاد حملة القمع العنيف التي تشنها السلطات ضد المعارضة.

حيث نشرت ثلاث رسائل على الأقل، لدعم الاحتجاجات على Instagram قبل تعطيل حسابها.

وكانت إحدى الرسائل قد أعربت عن دعمها لأول رجل يُعدم، بتهم مرتبطة بالاحتجاجات، التي اندلعت بعد وفاة امرأة في حجز الشرطة، وتصاعدت إلى دعوات واسعة النطاق للإطاحة بحكم رجال الدين.

تعيين جديد

كما أفادت وكالة أنباء «برنا» الإيرانية، بإقالة قائد قوات الشرطة، العميد حسين أشتري، وتعيين أحمد رضا رادان قائد شرطة طهران السابق بدلاً منه.

وفيما بررت وسائل إعلام حكومية القرار بـ«انتهاء مهمة أشتري»، شددت المعارضة على أن السبب يرجع لفشله في وقف الاحتجاجات المستمرة، منذ منتصف سبتمبرالماضي.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن مصادر مطلعة قولها، إن«المرشد علي خامنئي أبلغ وزير الداخلية اللواء أحمد وحيدي، بإقالة قائد شرطة البلاد العميد حسين أشتري، وتعيين أحمد رضا رادان، قائد شرطة طهران السابق بدلاً منه».

عدم كفاءة

وكان خامنئي عين أشتري في منصب قائد شرطة للبلاد، في 9 مارس2015.

وأرجعت المعارضة الإيرانية سبب الإقالة، إلى فشله في وقف الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أشهر، وذكرت قناة «إيران إنترناشيونال» الإيرانية المعارضة، أن «خامنئي وبخ أشتري لعدم كفاءته مع استمرار الاحتجاجات الشعبية».

وأضافت القناة، أنه «بعد توبيخ خامنئي، فشل أشتري في قيادة شرطة البلاد».

تحدي النظام

وتمثل الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي تواجه النظام الإيراني منذ إنشائه بعد ثورة 1979، وأدت إلى حملة قمع شديدة من قبل قوات الأمن، التي استخدمت الذخيرة الحية وطلقات الطيور، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وفقًا لجماعات حقوقية..

وأُعدم محسن شكاري في 9 ديسمبر، بعد أن وجهت إليه محكمة إيرانية اتهامات بقطع شارع في طهران، ومهاجمة أحد أفراد قوات الأمن في البلاد بساطور. وبعد أسبوع، أعدمت إيران السجين الثاني، مجيد رضا رهنورد، شنقًا علنًا، وكان قد اتهم بطعن عضوين من ميليشيا الباسيج شبه العسكرية التي تقود الحملة.

ويقول نشطاء إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص، حُكم عليهم بالإعدام في جلسات استماع مغلقة، بتهم مرتبطة بالاحتجاجات.

وقُتل ما لا يقل عن 516 متظاهرًا، واعتقل أكثر من 19000 شخص. ولم تقدم السلطات الإيرانية أي إحصاء رسمي للقتلى أو المحتجزين.

من هو حسين أشتري؟

يبلغ من العمر 62 عاماً، وهو من مواليد محافظة أصفهان وسط إيران

وبدأ حياته العسكرية في الحرس الثوري، خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وتولى منصب رئيس المخابرات لشرطة الأمن العام، بين عامي 2014 و 2015، وفي عام 2014 كان نائب قائد قوة الشرطة لمدة 9 أشهر.

وفي مايو 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على أشتري لقمع وقتل المتظاهرين في الاحتجاجات، التي اندلعت منتصف نوفمبر2019.

وعوقب أيضا من الاتحاد الأوروبي في أبريل2021، لقمعه العنيف لاحتجاجات نوفمبر2019، حيث جمدت أصوله في أوروبا ومنع من السفر إلى الدول الأوروبية.

وفرضت عليه الحكومة البريطانية أيضا عقوبات، بسبب قمع الاحتجاجات التي عمت البلاد منتصف سبتمبر الماضي 2021، التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، واحتجاجات نوفمبر 2019.

وشغل أيضا منصب رئيس جامعة الإمام هادي، في منظمة حماية استخبارات الحرس الثوري الإيراني.

وكان يعتبر من أشد المعارضين للسماح للنساء بحضور مدرجات ملاعب كرة القدم.

وهو من بين 13 مسؤولاً عسكريًا في إيران، مسؤولون عن قمع المتظاهرين في احتجاجات إيران 2019.

وبحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية، فإن أشتري، بصفته قائد قوة شرطة إيران، كان متورطًا في مقتل «مئات المتظاهرين» بينهم «عشرات الأطفال».