بينما تواصل هطول الأمطار الرعدية الغزيرة المصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد، أدت إلى جريان السيول على أجزاء من مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والباحة، والشرقية، والرياض، والقصيم، وحائل، والجوف والحدود الشمالية، كما هطلت أمطار رعدية على أجزاء من منطقتي جازان وعسير.
انهيارات صخرية
وتواصلت في المدينة المنورة الحالة المطرية لليوم الثالث على التوالي، وسجلت عددًا من حالات الاحتجاز تجاوزت الـ 4 أشخاص، فضلاً عن قطع للطرق وانهيارات صخرية، وما زالت عمليات البحث متواصلة عن مفقودين في مركز أبيار الماشي.
ومع تداعيات الحالة المطرية التي شهدتها المدينة المنورة، والتي بدأت منذ ساعات الصباح الباكر، اضطرت فرق المرور إلى إغلاق ما يزيد على 7 مواقع داخل المدينة، ما بين تقاطعات وطرق حيوية، بعد أن داهمتها مياه السيول، ومنها طريق المطار وعلي بن أبي طالب، والمطل وجزء من طريق السلام، فيما جرى إعادة فتح متنزه البيضاء البري 40 كيلومترًا شمال المسجد النبوي، بعد يوم من إغلاقه أمام المتنزهين؛ بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار فيه، كإجراء احترازي.
سدود المدينة
وباشرت فرق الدفاع المدني في المدينة المنورة إنقاذ 4 أشخاص احتجزت مركباتهم في السيول، حيث أنقذت فرقة مركبة فيها 3 أشخاص، بينما تم إنقاذ شخص آخر نشبت مركبته بمجرى سيل، ولم تسع كميات الأمطار التي هطلت على المدينة المنورة منذ مطلع الأسبوع الجاري معظم سدود المدينة المنورة والمحافظات التابعة لها.
ورصدت «الوطن» أثناء جولتها شرق المدينة المنورة 10 سدود غمرتها المياه، وفاضت من أعلاها، زاد عمق بعضها عن 15 مترًا.
وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة أعلنت أنها اتخذت إجراءات احترازية لتأهيل السدود وجاهزيتها قبل الحالة المطرية التي هطلت على المدينة المنورة، كما قامت بفتح منافذ التصريف لتخفيف كميات المياه عليها، كما عززت أطراف الأودية ومساندتها لعدم خروج مياه السيول عن مجاريها، كما تم التأكد من عمل جميع الأجهزة التحذيرية من صافرات الإنذار، التي تعمل بنظام (sensor) أو أجهزة الرصد، التي تم تركيبها على بعض السدود، أو قياس أي تغيرات فيزيائية أو إنشائية على السد، وكذلك التأكد من عمل أنابيب التصريف وآبار تخفيف الضغوط على أساسات السد، فيما يبلغ عدد السدود المُنفَّذة في المدينة المنورة 40 سدًا بسعة تخزينيه (117.685006) مترات مكعبة.
حراج الصواريخ
تجمع بحراج سوق الصواريخ، الواقع في جنوب محافظة جدة، كميات كبيرة للمياه أشبه بالبحيرات والمستنقعات التي امتلأت بالنفايات المتراكمة، كما ظهرت الآثار واضحة على الشوارع التي تعرضت للحفريات الواسعة جراء كثافة هطول الأمطار، وتجمعات كبيرة للمياه ازدحمت بسببها الحركة المرورية، كما شهد حراج الصواريخ، انقطاعًا للتيار الكهربائي، مما أدى إلى أن بعض البائعين استمروا في البيع في الأكشاك بدون كهرباء، بينما اضطر البعض الآخر إلى الإغلاق.
صحن المطاف
وهطلت أمطار متوسطة إلى غزيرة على مواقع بمكة المكرمة، جرت على أثرها السيول، وجندت كافة الجهات ذات العلاقة أعمالها لسحب وشفط المياه من أماكن تجمعها.
وأكد محلل الأرصاد عقيل العقيل لـ«الوطن» استقرار الأوضاع، وبدء نشاط الهواء الشمالي البارد بمكة المكرمة وسواحلها والمدينة المنورة وتبوك وحائل والحدود الشمالية والجوف.
ورصدت «الوطن» الأجواء الماطرة ميدانيًا، وعمليات سحب وشفط المياه من صحن المطاف وساحات المسجد الحرام، إذ جندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كافة الجهود أثناء هطول الأمطار على المسجد الحرام؛ للتعامل مع الحالة المطرية، وهيأت صحن المطاف والساحات لسلامة ضيوف الرحمن وتأديتهم نسكهم بيسر وسهولة.