تعهد الجمهوريون استخدام السلطة المضادة من خلال إطلاق سلسلة من التحقيقات مع الرئيس الأمريكي تركزت، على سبيل المثال، على إدارته للوباء، لكن قبل إطلاق هذه المعارك، عليهم الاتفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب. ويحتاج انتخاب "رئيس مجلس النواب"، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه، أغلبية من 218 صوتا.
133 جولة
في الدورة الأولى، جمع كيفن مكارثي 203 أصوات فقط وقرر 19 نائبا من مؤيدي ترمب عرقلة انتخابه. وقال مات غيتز النائب عن ولاية فلوريدا "كيفن لا يؤمن بأي شيء وليس لديه ايديولوجية". ومع ذلك، فإن ترشح مكارثي يحظى بتأييد واسع داخل حزبه، إذ قوبل الإعلان عن ترشحه الثلاثاء بحفاوة كبيرة في صفوف الجمهوريين. لكن موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية. قد يستغرق انتخاب رئيس لمجلس النواب بضع ساعات... أو أسابيع.
في العام 1856، لم يتوافق النواب على رئيس لهم إلا بعد شهرين و133 دورة. يبدو أن كيفن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لهم تفاديا لعرقلة خطوته.
في العام 2015 فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب. لكنه أيضا لا يستطيع الذهاب بعيدا وإبعاد الجمهوريين المعتدلين. رغم أن هامش المناورة لديه بات محدودا، ليس هناك حاليا أي منافس جدي له. يتم فقط التداول باسم زعيم الكتلة ستيف سكاليز كبديل محتمل دون أن تكون فرصه جدية.
نعمة؟
مع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكن جو بايدن والديموقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة. لكن مع سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، لن يتمكن خصومهم من القيام بذلك أيضا. هل سيتحصنون في معارضة ممنهجة؟ للتوصل إلى ذلك أن ينجحوا في المواجهة، في حين أن بعض نوابهم صوتوا - كما أثناء التصويت على الموازنة قبل عيد الميلاد - مع الديموقراطيين. وبالتالي فإن انتخاب "زعيم" سيكون أيضا مقياسا قدرتهم على إلحاق الضرر بالرئيس. مواجهة مجلس معاد قد يكون بمثابة نعمة سياسية بالنسبة إلى جو بايدن، إذا أكد نيته الترشح مجددا في العام 2024 - وهو قرار عليه إعلانه مطلع العام. في حال حدوث شلل تشريعي، سيلقي بالتأكيد باللائمة على الجمهوريين الضعفاء في عملية التعطيل، على أمل قلب الامور لتصب في مصلحته.