بعد أكثر من مئة يوم على اندلاع تظاهرات في أنحاء إيران، التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، ينتهج النظام القتل سواء لمنع وتفريق الحشود، أو لكبح صعود الدولار، ووقف انهيار الريال.

حيث شنت أجهزة الأمن الإيرانية، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من المتعاملين، وأطلقت النار على حشد من الناس في غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل شخص، حسبما أعلنت مجموعة حقوقية.

الإخلال بالعملات


وأعلن قائد شرطة طهران، العميد حسين رحيمي، عن اعتقال 119 شخصًا في يومين، بتهمة الإخلال بسوق العملات، مضيفاً: «هناك 20 من المعتقلين تم إرسالهم إلى السجن».

وتسبب انهيار الريال الإيراني وتدهور الاقتصاد، في انهيار العلاقة بين المؤسسة الدينية في «قم»، والحكومة بطهران.

وتجلى هذا الخلاف وتصاعدت وتيرة الخلافات، بعدما رفض جميع المراجع في حوزة «قم» استقبال وزير الاقتصاد والشؤون المالية، في حكومة إبراهيم رئيسي الإيرانية، إحسان خاندوزي، الذي وصل إلى هناك الخميس الماضي.

مواجهات منددة

فيما أفادت منظمة هنكاو الحقوقية ومقرها النرويج، عن وقوع مواجهات في مدينة جوانرود في غرب إيران ذي الغالبية الكردية، وحيث أحيا الأهالي الذكرى الأربعين لمقتل متظاهرين.

وأطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مقتل الشاب برهان إلياسي «22 عاما» وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح، في مقبرة محلية، حسبما قالت هنكاو في تقرير، لم يتسن التأكد من صحته بشكل مستقل.

ويُعتقد أن اثنين من الجرحى في حالة حرجة.

وكان نشطاء قد دعوا على منصات التواصل الاجتماعي، إلى تجمعات في طهران ومدن أخرى في أنحاء إيران، احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي.

والخميس عينت إيران التي فرضت عليها عقوبات، محافظا جديدا للبنك المركزي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في وقت خسر الريال نحو ثلث قيمته في السوق الموازية، في الشهرين الماضيين بسبب التضخم.

وأفادت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان» «هرانا» ومقرها في الولايات المتحدة عن تجمعات صغيرة في العاصمة، ومدينتي أصفهان ونجف أباد، ونشرت تسجيلات مصورة تُسمع فيها هتافات منددة بالنظام.

ونزل المئات إلى شوارع زاهدان، التي تشهد احتجاجات أسبوعية منذ مقتل أكثر من 90 شخصا، على أيدي قوات الأمن في 30 سبتمبر، في يوم أطلق عليه «الجمعة الأسود».

وأظهرت تسجيلات نشرها مرصد «1500 تصوير»، حشودا في مركز محافظة سيستان بلوشستان، تهتف «الموت للديكتاتور» في إشارة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

سيستان بلوشستان

وتقع محافظة سيستان بلوشستان الفقيرة، على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع أفغانستان وباكستان، وشهدت أعمال عنف دامية متكررة حتى قبل اندلاع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني.

وتم توقيف 14 ألف شخص على الأقل، منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي، بينما ذكرت وكالة هرانا أن عددهم لا يقل عن 19 ألفا.