تسبب (كوفيد-19) بشلل عالمي أثّر بشكل مباشر على مجالات الحياة، وكان للتعليم نصيب من هذا التأثر، الأمر الذي أصاب المجتمعات والأفراد بالقلق، فكان لا بد من حل، فجاءت «الدراسة عن بعد» وكانت حلًا رائعًا، حافظ على هذا الجيل من تأخر التعلّم.
(2)
كانت التجربة ناجحة رغم أنها في مراحلها الأولى!، ولم يتأثر التعليم، وكانت الاستفادة من تقنيات العصر ملهمة وثرية، وبقي السؤال يرن في رأسي: ماذا لو تضافرت الجهود، وكُثّف الدعم اللوجستي لتطوير «التعليم عبر الإنترنت» والوصول بالفكرة لعمل عصري متقن؟!.
(3)
أخذت أتأمل الشوارع «المختنقة» في الصباح الباكر بالطلبة وسائقيهم، وحافلاتهم، وتلك المباني، وأولئك الذين يضعون حقائبهم على ظهورهم وهم يقاومون النعاس، والبرد، سألت رجل الأمن الصناعي أمام الروضة التي تدرس بها طفلتي، وهو يقف بشموخ بـ«كرشه» الذي يخفي الحزام: ماذا لو ألغينا المدارس واكتفينا بـ«التعليم عن بعد» ووفرنا الجهد والوقت والمال، ووضعنا كل ممكن لتطوير التعليم عبر الإنترنت؟!
صعّر «السيكيورتي» خدّه، ثم عبس وبسر، ثم عدّل حزامه ثم أخذ ينظم السير قائلا: «يبدو أنك لم تنم من البارحة!».
(4)
للتعليم عن بعد فوائد لا يمكن حصرها، من خلو الشوارع، والتخفيف على العائلات، والاستفادة من الثورة الرقمية، والتطور التقني الهائل الذي يمر به العالم، حيث إن التعليم بشكله الحالي متعلق بـ«الأسلوب القديم».
(5)
اقتصاديًا: تطوير الإنترنت وتقويته وتأمينه، ثم إقرار التعليم عن بعد بثقة وجرأة، يمنح التعليم، والناتج المحلي، مردودًا ماديًا ضخمًا، بعد «إفراغ» 35 ألف مبنى، ثم دراسة الاستفادة منها، مع إيجاد آلية وأماكن للمعلمين لتقديم الدروس.
(6)من غير المقبول، ولا المعقول، أن نبقى في الماضي، في هذه المرحلة من التاريخ الإنساني والتي وضعت كل شيء في خدمتك عبر جهاز صغير تضعه في جيبك.
(7)
علينا أن نصعد نحو قمة الجبل، فإن فشلنا سنبقى في الأعلى.