الفيل الأبيض ( White Elephant ):
ظهر هذا المصطلح بسبب قصة غريبة وطريفة، حيث كان ملوك تايلاند يقتنون الفيلة البيضاء النادرة لجلب الفأل، فهي مقدسة لديهم ومحمية ومملوكة لملوك تايلاند، فعندما يكره الملك أحد حاشيته أو رعيته يقوم بتقديم هذا الفيل الأبيض له هدية فلا يستطيع الشخص التخلص منه لأنه هدية من الملك، علماً بأن هذا الفيل مكلف جدا لكثرة وجباته وكمياتها المهولة وصعوبة الاهتمام بغذائه والاهتمام به صحياً وجسدياً؛ مما يرهق ميزانية متلقي الهدية، بالإضافة إلى أنه بلا عائد، ويستخدم هذا المصطلح لوصف المشروعات الخاصة أو العامة المكلفة جداً وغير المجدية اقتصادياً، وليس لها عوائد غير استمرارية التمسك بها وبقائها إما لأسباب عاطفية أو غيرها، ومن أمثلة مشاريع الفيل الأبيض القصر البرلماني في بوخارست الذي يعد ثالث أكبر مبنى في العالم وذو تكلفة عالية، علماً أن %70 من غرفه فارغة لا تستخدم، ويكلف سنوياً حوالي 7 ملايين دولار على فاتورة الكهرباء فقط. مثال آخر نظام الترام في مدينة ديترويت الأمريكية كان متوقعا أن يخدم سنويا حوالي 56 ألف إنسان ومع تكلفته العالية لم يخدم إلا 6 آلاف شخص سنوياً.
الفيل الأسود (Black Elephant ):
يقصد بهذا المصطلح أحداث متوقعة على نطاق واسع لكن يتم تجاهلها عن عمد من قبل الكثيرين المرتبطين بهذا الحدث وأصحاب علاقة به، (كارثة مرئية تلوح في الأفق ولكن لا أحد يرغب في التصدي لها ومواجهتها، وهذا المصطلح مزيج من مصطلحين هما (الفيل في الغرفة)، وهو أمر لا يمكن تجاهله ولكن ننكر وجوده وكأنه ليس موجودا لأسباب مختلفة خاصة بالطرف الآخر. أما المصطلح الآخر المرتبط بمصطلحنا الرئيسي هو (البجعة السوداء)، ويشير هذا المصطلح إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة، ويعود هذا المصطلح إلى أنه يعتقد في أوروبا أنه لا يوجد إلا البجع الأبيض حتى تم اكتشاف وجود بجع أسود.
ومن أمثلة الفيل الأسود الانهيار المالي عام 2008، الذي حدث للشركات أو للوزارات السيادية حول العالم، وما تبعها من أضرار كبيرة ومدمرة بدأت في نظام الرهن العقاري الأمريكي، وانتشر حتى ضرب الاقتصاد العالمي بشكل واسع.
المرض الهولندي (Dutch Disease ):
وصف لحالة الكسل والراحة التي أصابت الشعب الهولندي في القرن الماضي (1950-1900) بعد اكتشاف الغاز، حيث ركن الهولنديون للراحة والرفاهية وترك العمل لغيرهم من الجنسيات الأخرى، فقد كان اقتصادهم قبل ذلك يعتمد على الزراعة والصناعة ولكنه أصبح اقتصاداً ريعياً بامتياز، مما أدى لحالة من الكسل والدعة، واستقبلوا العمال من دول أخرى للقيام بكافة الأعمال، وتركوا العمل لغيرهم، وقد تسببت هذه الحالة بظهور مصطلح (لعنة الموارد)، أي أنه ليس وجود الموارد الطبيعية خيرا مطلقا فقد تؤدي إلى الكسل وترك العمل، مما يسبب انهيارا اقتصادياً في حالة نضوب هذه الموارد، وقد تعلمت الدنمارك درساً مما حدث في هولندا، (فالسعيد من اتعظ بغيره)، فقامت بإنشاء صندوق سيادي يخصص جزءا من مداخيل النفط للاستثمار فيه؛ مما جعل الصندوق السيادي الدنماركي أكبر صندوق سيادي في العالم، بثروة تقدر بحوالي 1200 مليار دولار.