نقلت الصحف منذ فترة خبر زيارة سفير جمهورية العراق إلى مدينة عرعر عاصمة الحدود الشمالية وقد صرح السفير العراقي د غانم الجميلي أن الدافع وراء هذه الزيارة هو أن هناك رغبة في إعادة افتتاح منفذ (جديدة عرعر) لإعادة التبادل التجاري ولما به مصلحة للبلدين.

هذه الزيارة أعادت للذاكرة ما سمعته من والدي رحمه الله بشأن آخر اتفاقية للحدود التي عايشها بشكل مباشر عندما كان وكيلا لإمارة الحدود الشمالية في تلك الفترة، فبحكم عمله كان متواجدا قريبا من ذلك الحدث.. وكانت لحكمة الملوك السعوديين الذين تعاقبوا منذ الملك عبدالعزيز (واتفاقية العقير والمحمرة عام 1922 والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت رحمهم الله جميعا جزاءَ ماسعوا به مع رجال مخلصين من هذا الوطن لأجل استقراره، و بحكمة القيادة السعودية تم تجاوز أية عقبات، وهذا ماتم ونجحت المحادثات الحدودية مع العراق بعد أعوام وتم اعتمادها بين البلدين المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية والتي انتهت إلى (معاهدة الحدود الدولية بين المملكة والعراق) ووقعت في جدة عام 1981.

أما العلاقات على مستوى المواطنين، فقد كانت علاقات أخوية جيدة وودية وأيضا قبائل مشتركة، وكان هناك تبادل ونشاط تجاري، كما أن بعض السعوديين من(العقيلات) المقيمين في العراق قد عادوا واستقروا واستأنفوا نشاطهم التجاري، وربما اختاروا عرعر كمدينة ناشئة وقريبة من البيئة التي عاشوا وعملوا بها، وكانت هناك أيضا أيد عاملة من العراق.

حيث كانت عرعر بلدة حديثة أنشئت مع بداية إنشاء محطة بدنة التي كان الهدف منها هو ضخ البترول عبر خط الأنابيب عبر البلاد العربية، والذي يبدأ من الظهران شرق المملكة ويعبر الصحراء إلى أن ينتهي في ميناء صيدا وتوقف بعد حرب67، وحدودنا مع العراق تبلغ 814كيلومترا تقريبا، وأهل الحدود دائماً هم سفراء الحب والعطاء من وطنهم لدى من يجاورهم.

تحياتنا لأهل العراق (جيران الجنب)كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بدءا من صحراء الأنبار ومدنها الأقرب لنا إلى النجف والرمادي والرطبة وغيرها.. أدام الله السلام على أرضنا.