وجاء استحواذه مؤخرًا على أحد أهم المنصات العالمية (تويتر) حدثًا أشغل الأوساط الاستثمارية لعدة أشهر، بسبب الشد والجذب بين الطرفين حتى تمت الصفقة، وبعد الاستحواذ المثير للجدل ظهرت العواصف من جديد بدءًا من (مذبحة الوظائف)، والتي سرحت أكثر من 50% من موظفي تويتر في أنحاء العالم، وبرر العبقري الأمريكي القرار بقوله: «فيما يتعلق بتخفيض قوة تويتر، للأسف لا يوجد خيار عندما تخسر الشركة أكثر من 4 ملايين دولار يوميًا».
وبرغم تلك التخفيضات الكبيرة لعدد الموظفين، أعلن ماسك عن أخبار رائعة، حيث بلغت (تسجيلات المستخدمين الجدد) للمنصة أعلى مستوياتها على الإطلاق، بمتوسط أكثر من مليوني شخص يوميًا اعتبارًا من 16 نوفمبر وبنسبة 66% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، وأضاف قائلا: «عدد الدقائق التي أمضاها المستخدمون بالمنصة كانت أيضا عند مستوى قياسي، إذ بلغت في المتوسط ما يقرب من ثمانية مليارات دقيقة يوميًا على مدى الأيام السبعة المنتهية في 15 نوفمبر، بزيادة 30 % مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، والنتيجة المستنتجة أنه برغم تسريح أكثر من 50 % من الموظفين، إلا أن المنصة واصلت تحقيق أرقام قياسية، واستمرت بالعمل بكفاءة، ولم نر أي مشاكل تقنية أو عملية في منصة تخدم مئات الملايين من المستخدمين يوميًا».
شخصيًا ورغم حداثة التجربة لكني واثق كل الوثوق بشخصية ماسك الفريدة، لتحويل تويتر إلى مؤسسة أكثر نجاحًا، وتحويلها إلى الجانب الربحي رغم الحرب الضروس من الأحزاب (اليسارية)، وقد تكون هناك بعض الدروس المستفادة من تلك التجربة القصيرة، ومن أهمها:
-1 القائد الناجح عليه أن يقود التغيير بنفسه على أرض الميدان، فوجوده بين أفراد فريقه يزرع الأمل والعزيمة والحماس، وأيضا يتمكن من معرفة الأشخاص المنجزين، بدلاً من تعيين قيادات بناء على الترشيحات التي قد لا تعرف صحتها.
-2 الإنتاجية لا تتناسب طرديًا مع تكدس الموظفين، بل تصبح عاملاً للتواكل وقلة العمل.
-3 أكبر عدو لربحية الشركات هو المصاريف التشغيلية، والتي تمثل رواتب الموظفين الجزء الأكبر منها.
-4 قيادة التغيير قد تواجه بعض الصعوبات والنكسات بالبداية، ولكن العمل الجاد سوف يؤتي ثماره.
نهاية.. ذكرني إيلون ماسك بمقولة الأسكندر الأكبر «لا أخاف جيشًا من الأسود يقوده خروف، بل أخاف جيشًا من الخراف يقوده أسد».