أغرى اعتدال الأجواء، وبدء هجرة الطيور من شمال الكرة الأرضية البارد إلى نصفها الجنوبي الدافئ, هواة الصيد بالصقور منذ أكثر من 20 يوما لممارسة هوايتهم؛ حيث شرع هواة الصيد وملاك الصقور "الصقارة" في إعادة طيورهم لممارسة الصيد بعد فترة "التقييظ"، أو الإقامة الجبرية للصقر طيلة فصل الصيف في "المقيظ" أو "القرناس", وهو محل إقامة مكيف مظلم ينعم فيه الصقر بالراحة، ويغير فيه ريشه، وينعم بالحماية من حرارة الصيف والرطوبة.
وبدأت في المنطقة الشرقية رحلات الصيد المحدودة في الفضاء الحر خارج حدود العمران، والذي لا تصله آثار التلوث البيئي، وبخاصة التلوث الضوضائي، وشكلت الجبيل الصناعية واحدة من أكثر مدن المنطقة حضورا للصيد، بشهادة كثير من الصقارة، معللين ذلك بقربها من البحر، وكثرة الطيور المهاجرة من روسيا وإيران، والتي تتخذ من الجبيل محطة استراحة.
الصقار محمد بن فليج الخالدي قال "بدأت مرحلة إعادة تأهيل الصقر للصيد من جديد منذ نحو 20 يوما، وأخرجت الصقور من القرناس، ودربتها على النقل والنداء والهداد، والممارسة الحقيقية للصيد بعد فترة توقف تجاوزت أربعة أشهر"، وأضاف أنه خلال فترة التدريب والصيد الأولى يقدم كل ما يصيده الصقر مكافأة له، ولا يكسب الصقار من كل ذلك الجهد سوى متعة الصيد، والتعامل مع الصقر.
ويشير الخالدي إلى أن شمال الجبيل الصناعية يشهد رحلة الكثير من الطيور المهاجرة، وخاصة الحبارى من روسيا وإيران وتركيا، والتي تعتبر صيدا سهلا للطير بسبب اتخاذها المنطقة محطة استراحة بعد طول سفر وطيران, وهذه الفترة لا تطول، فسرعان ما تتحسن درجات الحرارة، مما يعطي بقية الطيور المهاجرة كثيرا من الطاقة، مما يجعلها على استعداد لمواصلة السفر إلى أفريقيا الأكثر دفئا.
ويوضح أن هذه الفترة من الموسم تشكل مرحلة شوق للقاء الطير بصاحبه، فيقضي معه العطل الأسبوعية، وساعات النهار المتبقية بعد الدوام، مشيرا إلى أنه يتعذر عليه حضور بعض المناسبات في سبيل إرضاء طيره، والاستمتاع بالخروج معه إلى الفضاء والطيران بحرية، حتى ولو لم يصد شيئا.
وطالب باستئناف مسابقات الصقور المختلفة بالمنطقة الشرقية، لما حققته من نجاح في الارتقاء بهواية الصيد بالصقور، وأدت إلى تنامي مبيعات الطيور، وتنوع أنشطتها من عروض وبيع، وصيد.
وحذّر الخالدي هواة الصيد بالصقور مما تحمله الطيور المهاجرة من أمراض موسمية قد تعدي الطيور المقيمة في الخليج، ودعا فرع وزارة الزراعة بالمنطقة الشرقية إلى إلزام مديريات الزراعة في المحافظة ببيطرة الصقور، وتوفير الأدوية اللازمة لها، حيث لا توجد عيادة بيطرية للصقور سوى في الرياض، أو في البحرين، وذلك بعد أن رفعت وزارة الداخلية الحظر عن دخول صقور الصيد وسمحت بدخولها بعد فحصها، والتأكد من سلامتها صحيا ، واكتمال المستندات النظامية.