وكان معرض جدة للكتاب الذي يختتم السبت 17 ديسمبر الحالي، قد أعاد استقطاب الزائرين الذين تسابقوا إلى أجنحته وأروقته مقبلين على شراء كتبه وحضور الأنشطة المصاحبة له، والورش المنفذة على هامشه.
خارطة طريقة
تزامنا مع معرض الكتاب الدولي بجدة الذي استمر 10 أيام، وارتاده عدد كبير من الزوار، وشهد حضور نخبة من الأدباء والمثقفين، واشتمل على أكثر من 20 جلسة حوارية، وقدم أمسيات شعرية، وورش عمل، وأركان مختصة للأطفال، ومؤتمرات علمية، وأنشطة للطهي، والنشر الرقمي، والعزف الموسيقي، وفن النحت، والتطرق لقضايا الشعر والترجمة، واستضاف خبراء وأدباء من مختلف دول العالم، قال المهتم بالشأن الأدبي والاجتماعي علي الجبيلي لـ«الوطن» إن «معارض الكتب منارة علم فاضلة ومحتشمة ووقورة في زمن الإنفلات المعرفي في مختلف الإتجاهات المضادة، التي تتقاذف عقول الجميع (الأسرة والفرد والطفل والشاب)، وهي فرصة للتنوير المعرفي وتعليم أبنائنا طريقة المعرفة التثقيفية والبحثية المؤصلة المفيدة، وبالتالي اصطحاب الأسرة لهذه الفعاليات أمر مهم جدًا، لتجاوز حيثيات وأطواق العولمة التي نعيشها عن طريق تلك الأطباق الصناعية والكوابل البحرية الخاصة بالنت والفضائيات، وهذا يسجل لصالح السعوديين الذين أكد نصفهم حرصه على زيارة المعرض مع عائلته حسب نتائج الاستطلاع».
وأضاف «شخصيًا أفضل اصطحاب الأبناء والأسرة معًا على الأصدقاء، ليتعلموا الثقافة الباردة والحقيقية على أصولها، وكيف يمكن أن تكون هذه الأداة ـ الكتاب ـ طريقهم نحو المعرفة، وأن يكونوا غدًا مؤلفين ومبدعين عبر جهد البحث عن المعلومة المفيدة، والرأي الناضج والبحث الموضوعي، كما أنها تتيح لهم الالتقاء بمصادر المعرفة من كتّاب وأدباء وباحثين وعلماء يساعدون في دعم قدرات أسرنا وأبنائنا الإبداعية، ودفعهم إلى الاستزادة الثقافية، وتطوير مهاراتهم المعرفية في شتى علوم الحياة».
منتج إثرائي
أوضح الأديب والشاعر السعودي خالد شريفي لـ«الوطن»، أن «علاقتنا بالكتاب كمنتج ثقافي ووعاء معلوماتي وإثرائي علاقة حميمية منذ أن كنا أطفالًا، ويعد جيلنا جيل الآباء حاليًا هو الجيل المحظوظ الذي ارتبط بالكتاب بشكله الورقي التقليدي وشكله الإلكتروني الذي أضحى اليوم حاضرًا بقوة، وهذا يعني أننا تشربنا حب الكتاب واستنشقنا عبق رائحته وطربنا لصوت تصفح ورقاته وعَبَرنا معًا كجيلٍ عاشقٍ لهذا العُباب الذي أحدثته الثروة المعلوماتية بشكلها العصري، وأصبحنا كهمزة وصل بين جيلين، لذا فنحن واسطة عقدٍ فريد وعلينا واجب كبير في ربط الجيل الحالي بالكتاب وتحفيزه من أجل الحفاظ على هذا النسق، وبيان مدى أهمية الكتاب كرفيق درب».
وأضاف «من وجهة نظري على أولياء الأمور دعم هذا التوجه لدى أبنائهم أولا، والحرص على مصاحبتهم لحضور هكذا معارض حتى يستشعر الجيل الحالي أن معرض الكتاب هو نزهة ثقافية معرفية يحتاجها الإنسان كما يحتاج النزهة السياحية والتسوقية، ثم التفكير بتكرار الزيارة مع الأصدقاء ثانيًا، ومن هنا سنغرس حب الكتاب في نفوس أبنائنا بمشاركتهم اختياراتهم وتحفيزهم لإنماء هذا الجانب، وبالتالي سنجد كثيرا منهم متعلقاين بالثراء المعرفي والأدبي والثقافي والعلمي كل حسب ميوله ورغباته».
ملتقيات أسرية
أكد المستشار الأسري محمد عبدالسلام لـ«الوطن»، أن معارض الكتاب عبارة عن ملتقيات أسرية لكافة أفراد الأسرة، وليست مقتصرة على الأدباء والمثقفين، وهي تهدف إلى تنمية العقول، واكتساب المعرفة، وزيادة الثقافة.
وأشار إلى أن الكتب الورقية وسيلة إيجابية للحد من القراءات الإلكترونية عن طريق الأجهزة الإلكترونية التي تسبب أضرارًا كبيرة للعين خاصة للأطفال، وكبار السن.
وأضاف أنه «يجب على رب الأسرة اصطحاب جميع أفراد أسرته، وتعريفهم بمحتويات المعارض، وأهمية اقتناء الكتب برغبتهم، وتحفيزهم على قراءتها، والاستفادة منها لتطوير وبناء الذات، والاختلاط مع الآخرين، على الأخص أصحاب الخبرة وتمكينهم ذاتيًا».