السرقة والرشوة والاختلاس موجودة في مجتمعات العالم كافة.. موجودة ما وجد الإنسان في هذه الحياة، تختلف نسبتها من مجتمع لآخر عطفا على فعالية ـ أحياناً أقول ـ رغبة الأجهزة الرقابية في دولة دون أخرى!
من هنا يعد حساب إبراء الذمة، الذي أنشأته الدولة منذ 6 سنوات، خطوة لا بأس بها من خطوات مكافحة الفساد، تقوم ـ حسب فهمي ـ على "حياة الضمير"!
يختص حساب إبراء الذمة بالذين أخذوا أموال الدولة في لحظة ضعف، أو حاجة، أو على اعتبار أنها حق مشاع لهم لا حرمة فيها، بل إن هناك من يرى أن الأخذ منها إنما هو حقٌ من حقوقه الخاصة في بيت المال.. هذا خلل في المفاهيم ينبغي تصحيحه، ومسألة يجب تحريرها!
يقول الخبر إن إجمالي المبالغ المودعة في حساب إبراء الذمة بلغ نحو 209 ملايين ريال.. أكبر مبلغ تم إيداعه في الحساب بلغ 20 مليون ريال، فيما بلغ أقل مبلغ تم إيداعه 5 هللات!
ارتفاع المبلغ المودع في حساب إبراء الذمة ـ وإن كان يكشف انحدار الأمانة في مجتمعنا في زمن ما ـ إلا أنه يكشف يقظة بسيطة في الضمير.. يقول ربنا عز وجل "ومَن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة".. كلما استيقظت الضمائر من غفوتها، ازدادت المبالغ المودعة في حساب إبراء الذمة..
تأملوا: يقظة ضمير أقضت مضجع إنسان بسبب خمس هللات، يقيناً منه أنه لا توبة دون إرجاع الحقوق لأصحابها.. وهناك من "يلهط" الملايين في غفوة سرمدية!
ـ ما سبق لا يعفينا من القول إن هذا الحساب ما يزال يعاني من جهل الناس به وبأهدافه.. وضعف وصول رسالته إلى المجتمع.. متى تستيقظ إدارة الحساب من غفوتها لتوقظ الآخرين؟!