تسبب مقاول بهدم سور دومة الجندل الأثري الواقع غرب محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف بعد أن عمد إلى فتح وسفلتة عدد من الطرق بحي الغدير دون الرجوع للهيئة العامة للسياحة والآثار وطلب موقع الأماكن الأثرية بدومة الجندل.

وقدم عدد من أهالي محافظة دومة الجندل شكواهم واستياءهم من عبث المقاولين بالمحافظة دون الرجوع لذوي الشأن والاختصاص وكان آخرها قيام مقاول بهدم جزء كبير من سور دومة الجندل التاريخي الذي يعد من أهم المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية عامة ومنطقة الجوف خاصة.

وأوضح نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور علي بن غبان لـ"الوطن": أن المقاول تجاوز وهدم جزءا من سور دومة الجندل الأثري، واتخذ الإجراء المناسب وأوقف المقاول عن العمل بتجاوب من محافظة دومة الجندل، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ستطلق حملة وطنية قريباً تسعى من خلالها إلى أهمية العناية بالتراث العمراني والمحافظة على الآثار والتحفيز للعناية بها.

ويقول مدير متحف الجوف للآثار والتراث الشعبي أحمد عتيق القعيد لـ"الوطن": إنه مستاء كثيراً جراء هذا العمل، معتبرا ذلك إهمالا من الجهات المعنية بتنفيذ الطرق بمحافظة دومة الجندل وخاصة أنه لم يتم الرجوع أو التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بمتحف الجوف، مؤكداً إيقاف الشركة المنفذة للطريق واتخاذ الإجراء اللازم من قبل الهيئة العامة للسياحة بخطاب موجه لمحافظ دومة الجندل.

وطالب القعيد الدوائر الحكومية بالتعاون فيما بينها قبل تنفيذ أي مشروع وخاصة التعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيراً إلى أن دومة الجندل تحتوي على أجزاء كبيرة من المواقع الأثرية والتي ما زالت الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على الاعتناء بها والكشف عنها.

ويطالب بعض أهالي دومة الجندل بعدم توزيع المخططات السكنية وكذلك تخطيط الطرق وخاصة القريبة من المناطق الأثرية إلا بعد الرجوع والتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، مطالبين بسرعة الكشف ومعالجة "سور دومة الجندل" والذي يقع في الجهة الغربية من دومة الجندل وهو مبني من حجر الجندل كشف عن جزء منه في عام 1986، من قبل وكالة الآثار والمتاحف آنذاك، وينتظر الكشف عن كامل السور المطمور، وتؤكد المصادر التاريخية إحاطته بمدينة دومة الجندل كنوع من الحماية الحربية آنذاك، ويصل طوله إلى أكثر من ألف متر.

وأشار عضو مجلس الشورى السعودي والباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية الدكتور خليل المعيقل إلى أنه لاحظ خلال زيارته لدومة الجندل أن فترة بناء سور دومة الجندل تشير إلى الفترة ما قبل النبطية، مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أنها كانت في ظل سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة.

يُذكر أن سور دومة الجندل مبني من حجارة الجندل الصلبة، ويبلغ سمكه متراً واحداً، وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار.