سلّم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن مكاتبات بشأن المؤامرة البشعة لاغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن عادل الجبير. وقال في تصريح له بالعاصمة السويسرية برن أمس "وصلتني مكاتبات من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإيران وسلمتُها إلى مجلس الأمن للنظر فيها ومناقشتها".

وتزامن ذلك، مع تراجع إيراني باستعدادها للنظر في تورطها في مخطط محاولة اغتيال الجبير، حسبما أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إن إيران "مستعدة للنظر" في الاتهامات الأميركية حول تورط طهران في مخطط لقتل الجبير. وأضاف "نحن مستعدون للنظر في هذه القضية بهدوء. وطلبنا من الولايات المتحدة أن تعطينا المعلومات الضرورية".

ووجهت إيران رسالة إلى السلطات الأميركية من خلال السفارة السويسرية في طهران، طلبت فيها معلومات حول الإيراني الأميركي منصور أربابسيار الموقوف في الولايات المتحدة، بعد اتهامه بمحاولة تنفيذ المخطط. كما طلبت إذنا لزيارة قنصلية له.

وجاء تراجع طهران بعد نفي كبارالمسؤولين، وفي مقدمتهم المرشد الديني علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، التورط في هذه المحاولة الفاشلة.

من جهة أخرى، يعكف محللون أميركيون يعملون في أجهزة إدارة الرئيس باراك أوباما الآن على تحليل مجمل السلوك الإيراني في الآونة الأخيرة، وليس فقط لحصرالبحث في واقعة محددة دون غيرها وذلك لمحاولة فهم الأسباب التي دعت طهران إلى اتباع سياسة تتسم بتزايد مطّرد في عدوانيتها تجاه العالم الخارجي. ويدرس المحللون ما إذا كان ذلك يتصل بالأوضاع الاقتصادية داخل إيران، أم أنه انعكاس لخلافات سياسية تؤدي إلى نزوع للمزايدات، أو أنه مزيج من عوامل متعددة تعمل معا لوضع أسس هذا التحول التدريجي في مواقف طهران في مضمار سياستها الخارجية.

وأشارت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فينشتاين إلى ذلك بقولها "نحاول الآن فهم الدوافع التي أدت إلى عبور إيران للمحيط، وقطع كل هذه المسافة للقيام بعملية هنا أي لمحاولة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية على أراضينا. إن الأمرلا ينحصر في فهم تفصيلات تلك الواقعة الغريبة فقط ولكن في وضعها في سياقها الإجمالي الذي يبدو أنه يشير إلى المزيد من العدوانية في سياسة طهران الخارجية. هذا في حقيقة الأمر ما يقلقنا أكثر من غيره".

وتوضح متابعة مسار السياسة الخارجية الإيرانية لاسيما في الآونة الاخيرة تصاعدا في عمليات الاستفزاز للوسط المحيط وللمجتمع الدولي. ويذكر أن واشنطن أصدرت 19 مرسوما رئاسيا و7 قوانين بفرض العقوبات ضد إيران خلال الثلاثين عاما الأخيرة كان أغلبها خلال العقد الأخير.

وقالت فينشتاين إن العقوبات كانت مليئة بالثغرات وإن التجارة غير المعلنة بين إيران وتركيا مثلا تقاس بالمليارات وإنها تمر جميعا دون خضوع لأية عقوبات بل ودون أن تسجل في أية أوراق رسمية.