تبدأ صباح اليوم عملية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وذلك بنقل المعتقلين الفلسطينيين في حافلات ضمن مجموعتين؛ تتجه الأولى إلى الضفة الغربية عبر حاجز بيتونيا قرب رام الله، أما الثانية التي تشمل معتقلين سيتم ترحيلهم إلى غزة والخارج فسيتم نقلهم إلى حاجز كيرم شالوم على الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر، على أن يبدأ التبادل الفعلي الساعة الحادية عشرة ظهراً.

وطبقاً للترتيبات المتفق عليها فإن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط سينقل أولاً من غزة إلى سيناء عبر معبر رفح، وفور تأكد وصوله إلى هناك يتم الإفراج عن الأسيرات، وحال تسلم الجانب المصري لشاليط والتأكد من أنه على قيد الحياة وإبلاغ الجانب الإسرائيلي بذلك يتم الإفراج عن المعتقلين في معبري بيتونيا وكيرم شالوم.

وسيكون في استقبال شاليط الذي سينقل بواسطة طائرة عمودية إلى قاعدة عسكرية وسط إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس أركان الجيش بني غانتس، إضافة إلى عائلته. وترجح الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن يكون نقل شاليط من سيناء براً إلى إسرائيل هو المرحلة الأكثر حرجاً في العملية.

إلى ذلك استمرت المناكفات السياسية بين الفرقاء الفلسطينيين على خلفية ما أسمته فتح بـ"أخطاء" عملية التفاوض. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني والمقرب من مروان البرغوثي قدورة فارس لـ"الوطن" "الصفقة تجاوزت كل المعايير التي وضعتها حماس حيث اخترقتها ولم تتحل بالمصداقية أمام الشعب"، وأضاف" الاتفاق غير عادل وفئوي بامتياز إذ إن أسرى حماس يشكِّلون 75% من المشمولين بالصفقة، بينما لا يوجد من أسرى فتح سوى 45 أسيراً".

ورد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر على فارس بالقول "هناك جهات في السلطة الفلسطينية تحاول تشويه الفرحة العارمة وتسعى لتخريب الإنجاز الكبير، وتعمد للتشكيك في توقيت الصفقة والطعن في بعض تفاصيلها لتحقيق أجندة خاصة ومشبوهة لا تستقيم مع الأهداف والمصالح الوطنية بأي حال من الأحوال".

بدوره نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي علمه بالصفقة، وقال على لسان محاميه إلياس الصباغ بأنه لم يكن على اطلاع بتفاصيل العملية ولم يستشره أحد بشأنها، وعلم بها من وسائل الإعلام.

ورغم الانتقادات والمشاكسات المتبادلة تجرى اليوم ثلاثة احتفالات استقبال للأسرى المحررين، أولها في رام الله بمشاركة الرئيس محمود عباس، والثاني في غزة بمشاركة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، والثالث في القاهرة بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل حيث يصل 40 أسيراً سيتم إبعادهم إلى تركيا.

ورحَّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق واعتبره عملاً إيجابياً، وقال في لقاء صحافي عقده في سويسرا "نرحب بالإعلان الأخير عن تبادل الأسرى، وهو تحرك إيجابي نحو السلام".