شهدت اليمن أمس سقوط أول امرأة قتيلة خلال المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في اليمن منذ 21 فبراير الماضي، خلال تظاهرة طالبت بإسقاط النظام في مدينة تعز، الأمر الذي أشعل مسيرة خرجت فيها آلاف النسوة لتنفيذ وقفة، تعرضن فيها إلى إطلاق نار.
وكان سكان صنعاء قد شهدوا ليلة مجنونة لم تصمت فيها أصوات المدافع والقذائف الصاروخية، عكست أجواء حرب حقيقية دارت في أكثر من منطقة وحي.
قتل ثمانية أشخاص بينهم شيخ قبلي موال للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأصيب 27 شخصا على الأقل بمعارك عنيفة شهدتها العاصمة اليمنية ليلا واستمرت حتى فجر أمس، حسبما أفادت مصادر طبية. وأكد مصدر طبي مقتل الشيخ صالح حمود بن عزيز (35 عاما)، شقيق عضو مجلس النواب الشيخ صغير عزيز، الذي يعد من أبرز المناصرين القبليين للرئيس صالح. واتهم موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع "مليشيات الفرقة (الأولى مدرع) وأولاد الأحمر" بقتل الشيخ صالح عبر قصف منزله في مدينة صوفان في شمال صنعاء.
وكان سكان صنعاء قد شهدوا ليلة مجنونة لم تصمت فيها أصوات المدافع والقذائف الصاروخية، عكست أجواء حرب حقيقية دارت في أكثر من منطقة وحي. وسمعت أصوات قذائف الدبابات والصواريخ محدثة دماراً في أكثر مناطق المواجهات سخونة بين قوات الحكومة وأتباع الشيخ صادق الأحمر في الحصبة والمناطق المحيطة بها، إضافة إلى مواجهات بين قوات الجيش الموالية لصالح والقوات الموالية للثوار. واعتبرت تلك المواجهات الأكثر عنفاً التي تشهدها صنعاء منذ بداية الأزمة في البلاد قبل تسعة أشهر.
ولم تسلم ساحة التغيير أيضاً من الدمار، حيث سقطت عدة قذائف على المستشفى الميداني في الساحة أسفرت عن سقوط أربعة قتلى ونحو 25 جريحاً.
وتعرضت مسيرة نسائية لإطلاق نار أمام وزارة الخارجية في شارع الستين بصنعاء أمس، حيث خرج آلاف النسوة لتنفيذ وقفة احتجاجية على مقتل أول امرأة في التظاهرات وهي عزيزة عثمان الهجري بمدينة تعز، جنوبي البلاد، التي شهدت تظاهرة شارك فيها مئات الآلاف المواطنين.
وقال المسؤول الإعلامي في لجان "شباب الثورة" وليد العماري إن قصف ساحة التغيير لن يرهب المعتصمين. وأوضح أن "هذا القصف أتى بعد ساعات من اجتماع صالح مع القيادات العسكرية والأمنية وكان خطابه تهديدا واضحا بالحرب العشوائية". واعتبر العماري أن صالح "يحاول التهديد والترهيب لإرغام الشباب على العودة إلى منازلهم، لكنهم لن يعودوا قبل تحقيق كامل أهدافهم في إسقاط النظام".
وأوضحت مصادر مطلعة أن صالح أعطى توجيهاته للقادة العسكريين بتطهير منطقة الحصبة بشكل كامل قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، الذي تعرضت الدول دائمة العضوية فيه لانتقاذ لاذع منه بقوله إنها "لا تملك معلومات صحيحة عما يحدث في اليمن". وأشار إلى أن سفراء دول مجلس الأمن أو الدول الأوروبية وحتى دول مجلس التعاون الخليجي "لا يعرفون بعض المعالم في اليمن ولا ما يحصل أثناء المسيرات من إطلاق نار وارتكاب حماقات واحتلال مساكن مواطنين ونهب متاجر الذهب"، حسب وصفه. وجدد صالح الحديث عن استعداده لتسليم السلطة، لكن عبر إجراء انتخابات مبكرة، وهو موقف مكرر ترى المعارضة أنه عبارة عن فرقعة إعلامية ليس أكثر.