تسبب وابل جديد من الضربات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية في انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء كبيرة من البلاد وكذلك في مولدوفا المجاورة، مما زاد من الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في أوكرانيا والبؤس للمدنيين مع بدء الشتاء.

فيما اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا يصف روسيا بأنها «دولة راعية للإرهاب» على خلفية هجومها على أوكرانيا، داعيًا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه.

وجاء التصويت بأغلبية 191 صوتًا مقابل معارضة 58 صوتًا وامتناع 44 عن التصويت، ووصف النواب الأوروبيون «روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب، ودولة تستخدم وسائل إرهابية».


مطالب سابقة

طالبت كييف مرارًا المجتمع الدولي بإعلان روسيا «دولة راعية للإرهاب» على خلفية غزوها لها، وسيُغضب قرار برلمان ستراسبورغ على الأرجح موسكو، ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقرار.

وصرح على مواقع التواصل الاجتماعي بأن «يجب عزل روسيا على كافة المستويات ومساءلتها من أجل وضع حد لسياستها القديمة المتمثلة بالإرهاب في أوكرانيا وفي أنحاء العالم». وبعكس الولايات المتحدة ليس لدى الاتحاد الأوروبي إطار قانوني لتصنيف دول على قائمة «دول راعية للإرهاب»، وامتنعت واشنطن حتى الآن عن إدراج موسكو على قائمتها تلك، وهي خطوة من شأنها تفعيل مزيد من العقوبات وإلغاء الحصانة للمسؤولين الروس.

قصف الشبكة

وأبلغت مناطق متعددة عن وقوع هجمات في تتابع سريع في عدة مناطق، وأفادت السلطات بضربات على البنية التحتية الحيوية، وقال مسؤولون في كييف إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب تسعة في العاصمة إثر غارة روسية استهدفت مبنى من طابقين.

ودأبت روسيا على قصف شبكة الكهرباء ومنشآت أخرى بالصواريخ وطائرات بدون طيار منذ أسابيع، أدت الضربات الجديدة إلى زيادة الضغط الشديد على نظام الطاقة الذي يتضرر بشكل أسرع مما يمكن إصلاحه.

قبل الهجوم الأخير، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الروسية أضرت بالفعل بحوالي نصف البنية التحتية لأوكرانيا، وأصبح الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي هو الوضع الطبيعي الجديد المروع للملايين، كما أثر الوابل الأخير على إمدادات المياه أيضًا.

ويعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل في أن يؤدي بؤس المنازل غير المدفأة وغير المضاءة في برد وظلام الشتاء إلى قلب الرأي العام ضد استمرار الحرب، لكنهم يقولون إن لها تأثيرًا معاكسًا، مما يعزز العزيمة الأوكرانية.

إمدادات الماء

وبين عمدة كييف فيتالي كليتشكو أن «إحدى منشآت البنية التحتية في العاصمة قد تعرضت للقصف»، ووقعت «عدة انفجارات أخرى في مناطق مختلفة» من المدينة، وقال إن إمدادات المياه تعطلت في جميع أنحاء كييف. بينما انقطع التيار الكهربائي في منطقة كييف، ومدينة خاركيف الشمالية، ومدينة لفيف الغربية، ومنطقة تشيرنيهيف الشمالية، وفي منطقة أوديسا الجنوبية، وفي مولدوفا، وقال وزير البنية التحتية أندريه سبينو «لدينا انقطاعات هائلة في التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد»، حيث لا تزال أنظمة الطاقة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية مترابطة مع أوكرانيا. وكان هناك انقطاع مماثل في مولدوفا يوم 15 نوفمبر، وقالت رئيسة البلاد الموالية للغرب، مايا ساندو، في بيان إن «روسيا تركت مولدوفا في الظلام»، وإن مستقبل مولدوفا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 2.6 مليون نسمة، «يجب أن يظل تجاه العالم الحر».

الطاقة النووية

وقال الحاكم سرحي حمالي على تلغرام إن الكهرباء انقطعت أيضا في معظم أنحاء منطقة خميلنيتسكي الغربية، وأضاف أن محطة للطاقة النووية في المنطقة انقطعت عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، وجاء الهجوم الأخير بعد ساعات من إعلان السلطات الأوكرانية أن هجومًا صاروخيًا خلال الليل دمر جناحًا للولادة في مستشفى في جنوب أوكرانيا.

أيد البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة قرارًا يصف روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب بسبب غزوها لأوكرانيا وأفعالها في أوكرانيا.

تم تمرير القرار غير الملزم بأغلبية 494 مقابل 58 صوتًا مع امتناع 48 عن التصويت. رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتصويت.

كتب على تويتر: «يجب عزل روسيا على جميع المستويات، وأن تخضع للمساءلة من أجل إنهاء سياستها طويلة الأمد للإرهاب في أوكرانيا».