وقال رافائيل ماريانو جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن انفجارين - بالقرب من مصنع زابوريزهزهيا أنهيا فجأة فترة من الهدوء النسبي حول المنشأة النووية، التي كانت موقعًا للقتال بين القوات الروسية والأوكرانية منذ بدء الحرب في 24 فبراير.
فيما حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من أن غزو روسيا لأوكرانيا يقدم لمحة عن عالم، يمكن أن تهدد فيه الدول المسلحة نوويًا دولًا أخرى.
الغزو الروسي
بين أوستن في خطاب: «يقدم الغزو الروسي معاينة لعالم محتمل من الاستبداد والاضطراب لا يرغب أحد منا في العيش فيه. وهي دعوة لعالم يزداد انعدام الأمن ويسكنه شبح الانتشار النووي».
لأن زملاء «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» يراقبون ويمكنهم أن يستنتجوا أن الحصول على أسلحة نووية، سيمنحهم رخصة صيد خاصة بهم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى دوامة خطيرة من الانتشار النووي.
ورفض أوستن مزاعم بوتين بأن «أوكرانيا الحديثة هي من صنع روسيا بالكامل»، واصفًا إياها «برؤية لعالم يقرر فيه المستبدون أي البلدان حقيقية وأي البلدان يمكن القضاء عليها».
وأضاف أن الحرب «تظهر للعالم أجمع مخاطر الفوضى، هذا هو التحدي الأمني الذي نواجهه. إنه أمر عاجل وتاريخي».
كارثة نووية
كانت المخاوف من وقوع كارثة نووية في المقدمة، منذ أن احتلت القوات الروسية المحطة خلال الأيام الأولى لغزو أوكرانيا. وأثار القتال المستمر في المنطقة شبح وقوع كارثة. وقال البيان إنه فيما يبدو أنه قصف متجدد، سواء على مقربة من الموقع أو في داخله، أفاد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأة زابوريزهزيا، أنهم سمعوا أكثر من عشرة انفجارات خلال فترة قصيرة، مضيفا أنهم رأوا بعض الانفجارات من نوافذ مكاتبهم. تقارير مقلقة
أوضح بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلا عن معلومات قدمتها إدارة المحطة، أن العديد من المباني والأنظمة والمعدات في محطة الطاقة - لا يوجد أي منها مهم للسلامة والأمن النووي للمحطة - تضررت في القصف.
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وقال جروسي إن التقارير عن القصف كانت «مقلقة للغاية»، وأضاف: «من يقف وراء هذا يجب أن يتوقف فورًا، وكما قلت مرات عديدة من قبل، أنت تلعب بالنار!».
وناشد طرفي الصراع الاتفاق على وجه السرعة، وتنفيذ منطقة للأمان والأمن النوويين حول المنشأة النووية. حيث كانت روسيا تقصف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، والبنية التحتية الرئيسية الأخرى من الجو، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع لملايين الأوكرانيين، وسط طقس شتوي شديد البرودة مع تساقط الثلوج، التي غطت العاصمة كييف ومدنا أخرى.
استخدام الأسلحة
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي أن خطر «هرمجدون» النووي هو في أعلى مستوى منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وأثار المسؤولون الروس مسألة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، بعد تعرضهم لانتكاسات هائلة في الغزو الذي استمر قرابة تسعة أشهر لأوكرانيا.
بينما حذر المسؤولون الأمريكيون لأشهر، من احتمال أن تستخدم روسيا أسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا في مواجهة النكسات في ساحة المعركة، وقال مسؤولو إدارة بايدن مرارًا وتكرارًا إن شيئًا لم يتغير في تقييمات المخابرات الأمريكية، يشير إلى أن بوتين لديه خطط وشيكة لنشر أسلحة نووية.
سقوط قتلى
مازال هجوم الصاروخ يشكل اختلافا، حيث ألقى مسؤولون من بولندا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة باللوم على روسيا، في سقوط قتلى قائلين إن صاروخًا أوكرانيًا ما كان ليختل، لولا إجبار البلاد على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية الشديدة في ذلك اليوم. ووصف المسؤولون الروس الصراع، على أنه صراع ضد الناتو - على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو حتى لو كانت تتلقى المساعدة من الدول الأعضاء في الناتو. وبين أوستن أن الناتو تحالف دفاعي ولا يشكل أي تهديد لروسيا، وتابع لا نخطئ: لن ننجر إلى حرب بوتين التي اختارها، لكننا سنقف إلى جانب أوكرانيا وهي تكافح للدفاع عن نفسها، «سوف ندافع عن كل شبر من أراضي الناتو».
وبدأ تحقيق بولندي لتحديد مصدر الصاروخ، وظروف الانفجار بدعم من المحققين الأمريكيين والأوكرانيين.
وقال أندري يرماك، رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، في مقابلة بُثت على الهواء مباشرة، في المنتدى: «ليس من الصواب القول إنه صاروخ أوكراني، أو صاروخ روسي، قبل انتهاء التحقيق».
- التقى مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، مؤخرًا بنظيره في المخابرات الروسية، للتحذير من عواقب نشر روسيا سلاحًا نوويًا في أوكرانيا.
- وقال إنه مع تآكل موقف روسيا في ساحة المعركة، فقد يلجأ بوتين مرة أخرى إلى صخب نووي غير مسؤول بشكل كبير.
-كما قارن أوستن روسيا بالصين، قائلاً إن بكين تحاول إعادة تشكيل المنطقة والنظام الدولي ليناسب تفضيلاتها الاستبدادية.
- وقال: «بكين، مثل موسكو، تسعى إلى عالم يكون فيه القوة على حق، وحيث يتم حل الخلافات بالقوة، وحيث يمكن للحكام المستبدين إخماد شعلة الحرية».
- وقال أوستن إن النتيجة «ستساعد في تحديد مسار الأمن العالمي في هذا القرن الشاب» وإن انفجار الصاروخ القاتل في بولندا هذا الأسبوع، هو نتيجة «الحرب المفضلة» التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.