نشرت مجلة «ألاتلانتيك» مقالة كتبها معلم أطفال، يصف فيها إعطاءه الطلاب تجربة في التواصل، وكان ملخص المقالة هو الفشل في تعليم الطلاب مهارات التواصل. وترى سيليسيت هيديلي أن الأساليب التي كنا نتعلمها سابقا من أجل التواصل الفاعل، كالنظر في عين المتحدث وتحريك الرأس للأمام لم تعد فاعلة أو مؤثرة، لأنها تعتقد أنه لا يوجد سبب لتعليمك كيفية إظهارك للانتباه إذا كنت منتبها فعلا.
وتطرح سيليسيت بدلا من ذلك عددا من النصائح ليكون الشخص مستمعا فاعلا ومتحدثا رائعا. وأول هذه النصائح ألا تقوم بمهام متعددة، وأن تكون حاضر الذهن أثناء المحادثة، وألا تحاول استخدام الجوال أو الانشغال بأي أمور أخرى. ومن المهم جدا ألا تتشبث برأيك، وأن تعطي فرصة للرد على أفكارك وتسمح بالاعتراض عليها، وهذا السماح سيجعل الطرف الآخر أكثر حرية في طرح آرائه وإعطائك كثيراً من المعلومات التي قد تجهلها.
وكما يقول بيل داي «كل شخص تقابله يعرف شيئا لا تعرفه أنت». وأثناء الحديث استخدم الأسئلة المفتوحة، ووظف عقلك لإصدار الأفكار التي تتماشى مع الموضوع، بموضوعية وحيادية.
ولعل من أهم النصائح لبناء حديث فاعل، أن تقول لا أعلم عندما تكون لا تعلم فعلا. فالكبرياء والغرور يجب ألا يكونا سببا في إصدار معلومات خاطئة أو غير موثوقة. وعندما تجد المتحدث يتكلم عن خبرته وتجاربه فلا تجاريه بالحديث عن خبراتك وتجاربك فيصبح الحديث نوعا من التنافسية ومعرفة من هو الأفضل وأن هناك منتصرا وخاسرا في هذه المحادثة.
ولعلنا هنا نتذكر ستيفن هوكينج عندما سأله أحد الحاضرين عن معدل ذكائه، فأجابه «لا أعلم لأن الناس الذين يتباهون بمعدل ذكائهم هم الفاشلون».
وأثناء أي محادثة لا تحاول أن تعيد الأفكار والمعلومات نفسها، لأن ذلك قد يؤدي إلى الملل وإضاعة كثير من الوقت. ومن المهم جدا عند خوض المحادثات المهمة البعد عن التفاصيل الدقيقة التي قد تجعلك ترتكب الأخطاء وتعرضك للانتقاد.
وربما من أهم النصائح في كل حديث أن تكون مستمعا أكثر من أن تكون متحدثا، فالاستماع هو أهم مهارة يمكن تطويرها وتجويدها، وقد قيل قديما «عندما يكون فمك مفتوحا فلن تتعلم»، ويقول كالفين كولدج «ما من أحد فقد وظيفته بسبب استماعه المفرط».
وعلميا نحن نستطيع التحدث بـ225 كلمة في الدقيقة، ولكننا نستطيع سماع 500 كلمة في المدة نفسها.
ونختم بمقولة ستيفن كوفي «معظمنا لا يستمع بقصد الفهم ولكنه يستمع بقصد الرد».