دمشق يا قلعة التاريخ وعاصمته مثلك من يصمد. أسمعي صوتك من به صمم، وأرسلي صور أشلاء أبنائك لتقرئي السلام من يدَّعون محبة السلام. منذ القدم ومهرك يا دمشق هو الأغلى، وقدرك هو الأعلى. ومنذ القدم وأنتِ من يوحِّد أعداءه. أنتِ يا دمشق من سيهزم التحالف (الروصيني الفارسي) فقد بدأت هزيمتهم الأخلاقية على يد أطفال الحولة، ولن تنتهي إلا على سواعد ثوارك. أنتِ من سيرفض انتصارهم وأنت من سيقبر بشارهم. دماء ثوارك وأطفالك هي التي ستعيد للأمم غير المتحدة اتحادها، وهي التي ستعلم الدنيا كيف تكون حقوق الإنسان، عندها ستبارك الأرض كلها ولادتك من رحم الحرية. أما أنت يا دم الشامي الذي يرخصه ثمنًا لحريته؛ ليرفض الاستبداد والعبودية، فقد ورَّثه لك أسلافك الفاتحون الأحرار الذين هزموا الصليبيين وطردوا الفرنسيين؛ ليبقوا لك هذا النقي الذي يأبى الذل والهوان لكي يتدفق بحرارة في شريان ثائرٍ يطالب بحق وثأر من أصحاب الدماء الباردة.
أعيدي يا دمشق القانون الدولي الذي يؤمن بالقوة والمصلحة إلى هيبة الحق والمنطق. اكشفي لنا زيف العالم المتقدم والإعلام المتلون. اكشفي لنا وحشية الأخوة ومواقف الإخوان، لنعرف ماذا تخبئ لنا ديموقراطية الملالي والمرشدين. أثبتي لنا رؤية شوقي:
لولا دمشق لما كانت طليطلة ولا زهت ببني العباس بغداد
بل أثبتي لنا عقلانية سعيد عقل وهو يقول:
قبلك التاريخ في ظلمة بعدك استولى على الشهب.
فأنتِ كما وصفك جواهري الشعر:
جبهة المجد اصمدي فالنصر قريب، فأنت من علَم الدنيا الصبر، وأنتِ من ألهم الشعراء الشعر. اصبري على تهاون العالم مع ورثة الشيوعية، ولا تكفي عن سقيا أرض ابن الوليد بالدم، واتركي كفكفة الدموع لمحبيك.. فقريبا سوف يسمعون هديل الحمام على مآذن "الأموي".