وسأورد هنا الفوائد المالية التي جنتها بعض الدول من إقامة كأس العالم على سبيل المثال لقرب المناسبة الدولية؛ فمثلاً بلغت تكلفة إقامة كأس العالم في البرازيل عام 2014 نحو 2.2 مليار دولار، وحققت عوائد 13 مليارًا، منها 2.48 حقوق البث التلفزيوني، وعندما فازت روسيا بالاستضافة قامت باستثمار ما يقارب 11 مليار دولار 2018 على هيئة استثمار حقيقي مستمر بعيد الأثر، فحققت عوائد 23.9 مليار دولار، منها 2.76 مليار حقوق البث التلفزيوني فقط، وما يقارب 4 مليارات مأكولات ومشروبات و5.5 مليارات إيرادات سياحية، أما بالنسبة لقطر فمن المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق 8 مليارات، وأن تحقق عوائد تتجاوز 17 مليار دولار، وإن كانت هذه الأرقام ليست رسمية بعد.
إذن فهناك فوائد عديدة وجمة لإقامة المناسبات الرياضية واستضافتها، مثل العوائد المالية الضخمة من حقوق البث التلفزيوني والإعلانات الرياضية، وتنشيط السياحة والإقبال على البلد لحضور المباريات؛ وهذا يعني مداخيل مالية سياحية تشمل تذاكر الطيران، وحضور المباريات وسكن والطعام والشراب والتنقل، مما يحرك العديد من القطاعات الاقتصادية، وإيجاد فرص وظيفية دائمة أو موسمية.
ومن الأشياء الملاحظة في الدول التي تستضيف المونديال أن بورصة الأوراق المالية تنتعش أثناء إقامة المونديال، إضافة إلى رفع نسبة الناتج المحلي للدولة المستضيفة، كما أن الفوز بإقامة كأس العالم سيدعم قطاعات كثيرة، منها إنشاء مدن رياضية كثيرة تحسن جودة الطرق والبنية التحتية، وإقامة فنادق جديدة، ولهذه الأسباب وغيرها تتنافس الدول من أجل استضافة المناسبات العالمية لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية وثقافية.
وأتمنى أن تفوز وزارة الرياضة السعودية باستضافة كأس العالم وغيره من المناسبات الكبرى، وقد ركزت هنا على كرة القدم، وهذا لا يعني إهمال أو التقليل من أهمية الرياضات الأخرى فلها جمهورها وهو في ازدياد، مثل سباق الراليات الجولف وغيرها؛ مما يسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية حيث برفع مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي وتقليل الاعتماد على النفط بتنويع مصادر الدخل القومي، إضافة إلى دعم قطاعات عديدة، وزيادة عدد السياح القادمين للسعودية، وإيجاد وظائف، وتدريب المواطنين على إقامة المناسبات الرياضية الكبيرة، واكتساب الخبرات اللازمة، ونجاحنا فيه أكيد فبلادنا تستقبل في وقت محدود وبقعة محدودة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، ولها خبرة في إدارة هذه الحشود الضخمة.