انعكاسات مزعجة
يترتب على صعوبات التعلم عدد من المشكلات المدرسية والنفسية والسلوكية التي تؤثر على التلميذ وعلى أقرانه في الفصل الدراسي بما تسببه من اضطرابات نفسية واجتماعية وأسرية ومدرسية.
وتؤدي صعوبات التعلم إلى ضعف التحصيل الدراسي، وتقدم أفرادا يعانون سوء التوافق الشخصي والاجتماعي والدراسي، فيما يعاني الطلاب من صعوبة التعلم وعيًا غير ناضج بالمواقف، ويوصفون بالكسل والتراخي، ويزداد شعورهم بالفشل عندما لا يصلون إلى مستوى الأداء الذي يحققه زملاؤهم، ما يؤدي إلى ضعف ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على التعلم.
وصعوبات التعلم ليست حكرا على الصغار وحدهم بل قد يعاني الكبار من صعوبات خاصة في الانتباه والتفكير.
إعاقة العملية التعليمية
يقول أحمد صالح آل ناجي مرشح دكتوراه في التربية الخاصة «صعوبات التعلم هي اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية، وهذا الاضطراب يكون في العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل الذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير، وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة، وغالبًا تتأثر القراءة، الكتابة، الإملاء، والرياضيات.
ومن المهم أن صعوبات التعلم لا تكون ناتجة عن إعاقات أخرى».
مجموعتان رئيسيتان
أضاف آل ناجي «هناك مجموعتان رئيسيتان، هما صعوبات التعلم النمائية مثل الانتباه، الإدراك، التذكر والتفكير وجميعها متطلبات مهمة لعملية التعلم. والقسم الآخر هو صعوبات التعلم الأكاديمية وتشمل صعوبات القراءة والكتابة والرياضيات».
وأوضح «تعد فئة صعوبات التعلم من أكثر الإعاقات انتشارا بين أنواع ذوي الإعاقة بنسبة 46% تقريبا في السعودية، ولا يوجد رقم دقيق لانتشار الصعوبات؛ وذلك بسبب عدم وضوح تعريف الصعوبات، وبسبب عدم توفر اختبارات دقيقة متفق عليها للتشخيص، ففي عام 2018، كان هناك قرابة 500 ألف طالب وطالبة من ذوي صعوبات التعلم في أكثر من 28 ألف مدرسة في مناطق المملكة، حسب مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة».
عوامل وأسباب
حول أسباب صعوبات التعلم، قال آل ناجي «اكتشفت كثيرًا من العوامل التي قد تكون من مسببات صعوبات التعلم، ولكن لا يوجد إجماع على سبب واحد محدد منها، ومن أبرز أسباب صعوبات التعلم ما يأتي:
1ـ العوامل الوراثية التي تحدث عندما تنتقل جينات معينة من الوالدين لطفلهم لتؤثر على نموه الدماغي.
2ـ المرض أثناء الولادة أو بعدها مثل الولادة المبكّرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
3ـ العوامل البيئية مثل تعرّض الطفل لمادة الرصاص السامة الموجودة في ألعاب الأطفال.
4ـ الإجهاد أثناء مرحلة الطفولة، مثل سوء التغذية، أو تعرض الطفل لإصابة في الرأس، وارتفاع درجة حرارته.
اهتمام كبير
أشار آل ناجي إلى الاهتمام الكبير الذي تحظى به فئة صعوبات التعلّم وبقية الإعاقات في المملكة، لكنه قال «مع هذا الدعم السخي إلا أن هناك بعض العقبات التي تحول دون تحقيق برامج صعوبات التعلّم للنتائج المرجوّة، فقد تم تقليص عدد من برامج صعوبات التعلم ودمجهم بالكامل في الفصول العادية، وعلى الرغم من الجانب الإيجابي في الدمج الكامل إلا أن نقص بعض المستلزمات قد يحول دون نجاح هذا الدمج مثل عدم وجود المعلم المساعد داخل الصف، والاجتهادات الفردية من المعلمين فيما يتعلق بتشخيص الطلاب ذوي صعوبات التعلم بسبب عدم وجود مقاييس مقننة تثبت وجود الصعوبة».
وشدد آل ناجي على أهمية أن يتفهم أولياء الأمور طبيعة مشاكل أطفالهم، وأن يبتعدوا عن التوترات والضغوط النفسية التي لها أثر كبير على أدائهم، وأضاف «هناك قصور في التعاون بين أولياء الأمور والمدرسة، مع أنه من المهم بناء جسر تعاون بين العائلة والمدرسة وبناء برنامج تعليمي خاص مناسب للطفل حسب نوع الصعوبة التي يعاني منها للوصول به إلى أقصى مستوى تعليمي ممكن».
التعرف على الصعوبات
أوضح طراد السلولي مرشح دكتوراه في التربية الخاصة أن هناك صعوبة نوعا ما في التعرف على الطلاب ذوي صعوبات التعلم قبل سن المدرسة، لكنه قال «مع ذلك هناك بعض الأعراض غير المؤكدة باحتمالية وجود صعوبات تعلم، مثل تذكر بعض الأحداث، الانتباه، فعادة لا يتم تشخيص صعوبات التعلم إلا بعد أن يلتحق الطلاب بالمدرسة في أول ثلاث سنوات تقريبًا».
وبيّن أن هناك عددًا من المقاييس المتعلقة بتشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم مثل:
ـ القدرة المعرفية (الذكاء العام / معدل الذكاء) - ويؤديها عادة أخصائي علم النفس في المدرسة.
ـ الأداء الأكاديمي (القراءة، الكتابة، الرياضيات) - يؤديه عادة مدرس التربية الخاصة.
ـ القدرة اللغوية - يتم إجراؤها عادةً بواسطة أخصائي أمراض النطق واللغة.
ـ الأداء الاجتماعي / العاطفي - يؤديه عادة أخصائي علم النفس المدرسي.
ـ الوظائف الحركية - يتم إجراؤها عادة بواسطة معالج وظيفي.
هذه المقاييس تكون مقننة في دول مثل أمريكا وغيرها، ولكن في الغالب، فإن المملكة تستخدم مقاييس الأداء الأكاديمي القائم على المنهج والمقدمة من وزارة التعليم.
أعراض صعوبات التعلم
تطرق السلولي إلى الأعراض الأكثر شيوعا عند الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وقال:
ـ فترة الانتباه قصيرة
ـ الذاكرة الضعيفة
ـ صعوبة في اتباع التوجيهات
ـ عدم القدرة على التمييز بين الحروف أو الأرقام أو الأصوات
- ضعف القدرة على القراءة و/أو الكتابة
- مشاكل التنسيق بين العين واليد
- الصعوبات الحسية الأخرى.
وأضاف، الأعراض الأخرى التي قد تكون موجودة:
ـ قد يعمل الطالب بشكل مختلف من يوم إلى آخر.
- يستجيب بشكل غير لائق في كثير من الحالات
- متسرع، لا يهدأ، مندفع
- يقول شيئًا، يعني شيئًا آخر
- صعب الانضباط
- لا يتكيف بشكل جيد مع التغيير
ـ صعوبة الاستماع والتذكر
- صعوبة معرفة الوقت ومعرفة اليمين من اليسار
- صعوبة نطق الكلمات
- يعكس الحروف، يضع الحروف في تسلسل غير صحيح
- صعوبة في فهم الكلمات أو المفاهيم أو كلاهما
- تأخر تطور الكلام / كلام غير ناضج.