مع انطلاق القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين بالعاصمة الجزائرية، دعا وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، إلى «إصلاح منظومة جامعة الدول العربية»، ونبذ الخلافات وتغليب المصالح المشتركة، مؤكدا على وحدة الصف والمصير، للتمكن من مواجهة الأزمات وتجاوزها.

وذلك في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هناك.

وأيدت الدول العربية هذه القمة، ودعت إلى حفظ السلم الاجتماعي، والقضاء على التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة.


الأزمات العالمية

وقال وزير الخارجية إن «الأزمات العالمية المتتالية أفرزت تحديات مشتركة، أثرت على أمن واستقرار منطقتنا العربية، وأضعفت من وتيرة تعافيها الاقتصادي وفرص تحقيق التنمية لمواطنيها، وتفاقم حدة التنافس والصراع الجيوسياسي الدولي في الآونة الأخيرة، يُنذر بتقويض قدرة المجتمع الدولي على مواجهة تحدياته المشتركة بفاعلية».

وأضاف: «كل ذلك يستدعي منا تكثيف التنسيق والتشاور داخل البيت العربي، وأن ننبذ خلافاتنا البينية، ونُغلِّب مصالحنا المشتركة، مؤكدين على وحدة الصف والمصير، لنتمكن من مواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية وتجاوزها».

مؤكدا على أن العديد من الدول العربية «تواجه تحديات عدة، تلقي بظلالها ليس على أمن تلك الدول واستقرارها فحسب، بل تطال المنطقة والإقليم ككل». وإن

«من أهمها التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، وضعف مؤسسات الدولة، وانتشار الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج إطار الدولة، مما يحتّم تكاتف الجهود، من أجل تجنيب دولنا ما قد يترتب على هذه التحديات من مخاطر واضطرابات».

مستقبل أفضل

وأوضح الرئيس التونسي قيس سعيد، أن العالم العربي يعيش أوضاعاً صعبة، تفاقمت في السنوات الأخيرة.

وقال «إننا نؤسس لمستقبل أفضل لمنطقتنا والأمة كلها والإنسانية جمعاء».

ونوه بإصرار القادة العرب خلال القمة، على مواجهة التحديات والعقبات كافة، واستشراف المستقبل لنتجاوز معاً كل الحواجز وأسباب الخلاف.

وأكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أن القضية الفلسطينية تبقى القضية الجوهرية للعرب، وأن بلاده تتطلع لنقل القضية إلى أروقة الأمم المتحدة، من أجل تمكين فلسطين من الحصول على عضوية كاملة بالمنظمة.

فيما ذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية المنعقدة حالياً في الجزائر توفر فرصة سانحة، لإعادة ترتيب البيت العربي، والتفكير في حلول جذرية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. وفي الشأن الفلسطيني، دعا إلى تعزيز الصمود الفلسطيني لمواجهة سياسات القمع والقتل، التي يمارسها جيش الاحتلال الغاشم، معرباً عن أسفه لوقوف العالم مكتوف الأيدي أمام سياسات الاحتلال الغاشم. وقال الرئيس السنغالي «الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي» ماكي سال، أن الاتحاد يعمل مع الجامعة العربية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، بما فيها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاتحاد يتقاسم حوكمة عربية ويعمل على تعزيز العمل العربي الإفريقي.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: «إن القضية الفلسطينية تشكل القضية المركزية، والجامعة لمنظومتي العمل العربي والإسلامي المشترك». دعم واسع

وأكد الرئيس الأذربيجاني «الرئيس الحالي لمنظمة حركة دول عدم الانحياز» إلهام علييف، دعمه للقمة العربية بالجزائر، منوهاً بتميز العلاقات بين بلاده وجامعة الدول العربية.

وأعرب عن رغبة بلاده بتعزيز الشراكة مع الدول العربية، وتعزيز مبادئ التضامن المشترك.

فيما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بدور جامعة الدول العربية الحيوي في تحقيق السلام والتنمية المستدامة في العالم.

ونوه بأهمية ترسيخ الشراكة القوية والعميقة، بين المنظمة وجامعة الدول العربية، والعمل معاً للنهوض.

وأعرب عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع الجامعة العربية، لمواجهة التحديات في المنطقة، بدءًا من سوريا و لبنان واليمن، وصولاً إلى السودان والصومال وليبيا.

وبين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عمق الروابط بين المنظمة وجامعة الدول العربية، وما يجمعهما من مبادئ وقيم وقواسم وتحديات مشتركة، معبّرا عن تطلع المنظمة إلى تعزيز التعاون والتضامن، والتنسيق والتكامل بين المنظمتين.

وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التأكيد على أن بلاده لن تدخر جهداً في سبيل دعم جامعة الدول العربية، بما يحقق مصالح شعوب المنطقة العربية.

فيما التقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في الجزائر، برئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية الدكتور رشاد محمد العليمي، وذلك على هامش أعمال القمة العربية.

وأكد البرهان خلال اللقاء وقوف السودان مع الشرعية في اليمن، ومساندة القيادة اليمنية في كل المجالات، عادًّا عودة القيادة اليمنية إلى اليمن بمثابة خطوة مهمة في طريق السلام والاستقرار.

ودعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، إلى حل سياسي ينهي الحرب في اليمن، وإلى حل سياسي في السودان يخدم تطلعات الشعب السوداني.

وأعرب عن دعمه لاستكمال المحادثات السياسية بين مختلف الأطراف في سوريا، وتأكيده على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ودعم بلاده أيضا لبنان لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية.

وأكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، أن الكويت تتابع باهتمام كبير قضايا العالم العربي، وفي مقدمتها جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، ومسألة الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا رفض بلاده لكافة صور الإرهاب والعنف.

تهدف القمة إلى:

حفظ السلم الاجتماعي

ترسيخ ركائز الحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان

نبذ الطائفية والتعصب

القضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة

ضمان قوة ووحدة الصف العربي

احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية

تحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار

المساهمة في حل النزاع وإيجاد حل دبلوماسي للأزمات

حل سياسي ينهي الحروب والمعاناة والأزمات الاقتصادية