تصدرت أحاديث وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وشبكات التواصل الاجتماعي التي عجت بالكثير من التعليقات حيال تلك التصريحات والمتزامنة مع مؤتمر الإستراتيجية الوطنية للصناعة، والتي قال خلالها (إننا أضعنا 40 سنة لم نستثمر في الصناعة). تلك التصريحات حملت في طياتها الكثير من الرسائل المبهجة والمطمئنة لهذا الوطن ومستقبله، فالمملكة التي تمثل اليوم ثقلا عالميا في شتى المجالات، قررت الدخول لعالم الصناعة وبقوة لتؤكد ريادتها، فتلك هي السعودية التي لا يمكن أن تكون رقما هامشيا في أي مجال بل هي صانعة القرار والعامل المرجح.

هذا التحول السعودي الإستراتيجي في عالم الصناعة، يجعل الكيانات الصناعية في العالم تترقب ولادة ذلك العملاق الصناعي السعودي القادم. إشراق شمس الصناعة السعودية سيدفع بالكثير من التحول التنموي في القارة وفي السوق العالمي.

حديث الأمير عبدالعزيز جاء ليترجم رؤية وتطلعات القيادة السعودية التي دائما ما تكون رفعة هذا الوطن في كافة المجالات، نصب أعينها وهدفها الأساسي، لذا تشهد المملكة اليوم ورشة عمل تنموي هو الأضخم في تاريخها، وقد يكون الأكبر في العالم، حيث تحتضن المملكة هذه الأيام واحدة من أهم منتديات اقتصادات العالم واستشراف مستقبل الاستثمار بحضور أقطاب عالمية من كافة القارات. اليوم تسابق الزمان لصنع التاريخ خصوصا وأنها تمتلك كافة المقدرات للمحافظة على دورها الريادي العالمي.


كما حمل حديث وزير الطاقة في مجمله -وكالعادة- الكثير من العبارات الملهمة لأبناء وبنات هذا الوطن، وتحديدا فيما يخص حب التحدي والرغبة في التطور والتعلم، وذلك حينما عبر في حديثه الأخير وفي عدة مناسبات عن الرغبة والحماس عند الذهاب للعمل، وكيفية مواجهة التحديات والتغلب عليها.

اليوم الحديث عن الشباب السعودي مختلف تماما عما كان عليه في السابق، والصورة النمطية التي تشكلت عنه لعقود طويلة من الزمن، بأنه الشاب المترف المدلل غير القادر على الإنجاز وصناعة المستحيل، وأن كافة التحديات الصعبة تقاد بأيد أجنبية وخبرات دولية، فالشواهد والمعطيات اليوم تشير إلى خلاف ذلك، فالكفاءة السعودية باتت حاضرة وباقتدار في ميادين العمل، بل أضحت تقدم قصص نجاح للمجتمع الإقليمي والدولي، وهنا ما يمكن الإشارة إليه بأن نجاحاتنا ليست مقتصرة على الصعيد الداخلي، فأصبحت البصمة السعودية واضحة على خارطة العالم.