واستكمالا للحديث عن هذا الموضوع في هذا المقال أود أن يكون القارئ الكريم على دراية بمفهوم التشوه البصري، وهو باختصار: تلك المظاهر التي تشوه جماليات المدن، وتحدث الخلل والتباين في التنسيق والتنظيم والجودة والمعايير، سواء في الطرقات والشوارع أو البنى التحتية والمباني السكنية والمرافق الخدمية.
ويجدر بنا في هذا المقام الحديث عن أبرز الأسباب المباشرة للتشوه البصري بعد الحديث عن الأسباب الجذرية في المقال السابق، التي ترجع في نظري إلى عدة عوامل، هي:
-1 وجود العشوائيات والتعديات التي أصبحت قيد الإزالة والمعالجة مؤخرا.
-2 تدني المعايير واختلافها في ما يخص البنى التحتية والمباني والمرافق.
-3 عدم كفاية الرقابة وعملية التقييم والمتابعة من الجهات المعنية للبنى التحتية والمنشآت.
-4 تدني معايير بعض الشركات المقاولة وعدم مراقبة وتقييم أعمالها، مما ينتج عنه خلل في الجودة والتنفيذ.
-5 قلة الوعي الجمالي في بعض شرائح المجتمع التي لا تهتم للتشوه البصري.
-6 عدم وجود مبادرات بحسب علمي تقوم بمعالجة التشوه البصري أو حصر مظاهره ودراسة أسبابه.
وفي ضوء هذه الأسباب المباشرة يمكننا القول إن معالجة التشوه البصري تمر بعدة خطوات مثل:
-1 تجديد وتطوير الأنظمة واللوائح ورفع مستوى المعايير وتوحيدها؛ في الجهات المعنية مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان والأمانات التابعة لها.
-2 رفع معايير الشركات المقاولة التي تنفذ المشاريع مع تقييم أعمالها بصفة مستمرة، وأن تكون هناك طريقة لمعالجة مخلفات البناء مثل إنشاء شركات لتدوير المخلفات في كل منطقة.
-3 وضع حوافز مادية ومعنوية حسب تقييم أعمال الشركات والمستخدمين للخدمات.
-4 الاستفادة من قدرات الموهوبين من الفنانين التشكيليين والمصممين وتوظيفها في إضفاء الجمالية على المدن.
-5 تقديم رسائل توعوية للمواطنين والمقيمين عن التشوه البصري وبيان آثاره السلبية على البيئة والاقتصاد والصحة.
-6 استخدام التقنيات والإضاءات والألوان بما ينسجم مع الصورة الجمالية للمدن.
-7 طرح مبادرات وورش عمل بالتعاون مع الكليات والمعاهد والجمعيات التي تعنى بالفنون التشكيلية والتصاميم الهندسية بالشراكة مع القطاع الخاص؛ للخروج بمعايير جمالية وخطط وتصاميم تليق بالبنى التحتية والمباني والمرافق مستوحاة من أصالة التراث وروح المعاصرة.
ومن هذه المبادرات مبادرة «خلها أجمل» التي تقدمت بها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ونشرتها وسائل الإعلام والصحف، وسأتحدث عنها بالتفصيل في المقال المقبل، بعون الله.