حذر استشاري سعودي متخصص في الطب البيطري والثروة الحيوانية من تحول اهتمام بعض مربي الماشية في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، من الاهتمام بالمواشي «المنتجة» التي تعزز الأمن الغذائي، إلى مواشٍ ضعيفة الإنتاج، لا تخدم الأمن الغذائي، وذلك تحت تأثير مغريات عدة، حيث يستبدلون السلالات المحلية ذات الإنتاج الجيد بأخرى ضعيفة في إنتاج اللحوم والألبان، مستشهداً في ذلك بتوجه عدد من المربين نحو التركيز على الماعز «القزم»، والماعز «الشامي»، وتزيين الإبل وغيرها.

تشجيع لزيادة التنافس

أبان الطبيب البيطري الدكتور صلاح الهاجري «دكتوراه في علم المناعة والأمراض»، أن هناك عزوفاً من بعض المربين عن تربية السلالات الجيدة، مع توجههم نحو سلالات قلة الإنتاج «التقزم»، وذلك بسبب هامش الربح العالي لهذه الأخيرة، وقال لـ«الوطن» «يصل سعر الماعز القزم إلى 70 ألف ريال، بينما السلالات المحلية ذات الإنتاج الجيد للحوم تباع الواحدة منها بـ1000 ريال فقط».


وشدد على ضرورة تشجيع الجمعيات والمربين على اقتناء ودعم السلالات المحلية، وتحسين إنتاجها من خلال إقامة مهرجانات ومسابقات للسلالات الجيدة ذات الإنتاج الأعلى، وليست ذات الإنتاج الأقل (القزمة).

وبيّن أن السلالات المنتجة هي التي تحتاج إلى تشجيع لزيادة التنافس على الاهتمام بها والحفاظ عليها وتحسين إنتاجها، بدلا من استيراد حيوانات ذات إنتاج أقل من شتى أنحاء العالم للحصول على إنتاج أقل والتنافس على الإنتاج الأقل.

حيوانات الزينة

قال الهاجري إن «تربية حيوانات الزينة كالخيل والبغال وغيرها، لا تنافس تربية الأنعام، التي هي مصدر من مصادر الأمن الغذائي، بما تنتجه من لحوم وألبان وجلود وصوف».

وأضاف «إن تغيير هدف الإنتاج من الأمن الغذائي إلى صفات غير مهمة مثل شكل أنف الماعز الشامي، أو شكل شفايف مزايين الإبل، أو حجم الماعز القزم، حوّل التنافس من أن يكون على إنتاج وتربية الحيوانات إلى غير هدفها الأصلي (الأمن الغذائي)».

وأشار إلى أنه قد تدر السلالات ذات الإنتاجية الأقل أرباحا جيدة لفترة معينة، وقد تصل إلى الملايين، لكن هبوط أسعارها بشكل كبير متوقع الحدوث في أي وقت، لأن تلك الأسعار ليست مبنية على إنتاجها الحقيقي بل على قيمة اعتبارية موجودة في السوق، تتمثل في ندرة تلك الصفات، أو بتعبير آخر ضعف وقلة إنتاجها، بينما الصفات الجيدة، وذات الإنتاج العالي، قد يتم العزوف عنها من بعض المربين بسبب توفرها وغزارة إنتاجها، ما يجعل أسعارها في متناول الجميع، وهكذا يتم الاهتمام بالصفات غير الجيدة على حساب الصفات الجيدة وذات الإنتاج الغزير، مستشهداً في ذلك بتراجع أسعار «الماعز الشامي» في الفترات الأخيرة.

مخالف للرفق بالحيوان

أبان الهاجري أن اهتمام بعض الفتيات باقتناء الماعز القزم، ودفع مبالغ باهظة لاقتنائه، لا يمكن التعويل عليه، حيث يتم شراؤها للزينة، خصوصا أن تربية الحيوانات لأجل الزينة صار أشبه بالموضة التي سرعان ما تتبدل، موضحا أن الشغف بحيوانات الزينة وصل إلى الاهتمام بالفئران والسحالي التي تم اتخاذها كحيوانات زينة، وهذا كله أمر آني سرعان ما يتبدل.

ودعا إلى تخصيص مهرجانات ومسابقات تصب في الأمن الغذائي، تستهدف الحيوانات ذات الصفات الإنتاجية العالية، وفي كفاءة الإنتاج من اللحوم والألبان، ومعدل النمو.

وشدد على أن التهجين من أجل الحصول على حجم أقل «ماعز قزم»، مخالف لنظام الرفق بالحيوان، وضد الأمن الغذائي، وأن التهجين بين الفصائل بشكل عشوائي وبطريقة غير مدروسة، قد يعطي سلالات أسوأ وسلالات أصغر، وكذلك استخدام البوتكس في الإبل والشد والنفخ، معتبرا أن ذلك هدر للطاقات والمال والجهد بدلا من الاهتمام بالحيوان وإنتاجيته الطبيعية وتحسينها.

مخاوف من التوجه للسلالات الضعيفة

ـ يؤثر سلبا على الأمن الغذائي

ـ يقلل الاهتمام بالسلالات المحلية الجيدة

ـ يركز على هامش ربح وقتي

ـ يتعارض مع الرفق بالحيوانات

ـ يشبه الموضة الوقتية التي سرعان ما تتغير

ـ التهجين العشوائي يقود إلى نتائج سيئة