تلك هي الهدية التي قدمها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد ميلاده الـ70.
لوكاشينكو، حليف بوتين الوثيق، قال للصحفيين عند وصوله إلى سانت بطرسبورج الروسية إن رئيس روسيا سيحصل على جرار بيلاروسي مشابه للجرار الذي يقوده بنفسه، كهدية.
وأضاف أن الآلة يمكن تركيب إكسسوارات كثيرة عليها للقيام بمختلف أعمال الزراعة، مشيرًا إلى أن هناك «مليونًا من هذه الإكسسوارات»، إلا أن لوكاشينكو وقع على إكسسوار يجعل الجرار ينشر البذور في الأرض، وهو الذي يصلح لكثير من الأعمال.
وتابع «سوف نزرع القمح، أو ربما بذورًا أخرى. سنزرع لبولندا وربما لأوروبا حتى لا يتضوروا من الجوع، وحتى لا يسرقوا قمح أوكرانيا ويرسلوه للبلدان الفقيرة».
هدايا واعتبارات
إذا كان تقديم الهدايا فن دبلوماسي يخضع لكثير من الاعتبارات، ويحقق جزء مهما من المجاملة، فإن بعض هدايا زعماء الدول كسرت البروتوكولات وجنح بعضها إلى يكون ذو اعتبارات خاصة، مثل جرار لوكاشينكو.
ومثل إهداء الرئيس الصيني شينج بينج ألبومين من الموسيقا الشعبية من غناء زوجته بنج لي يوان للملكة إليزابيث الثانية قبل بضع سنوات، وذلك ردًا على أنها أهدته مجموعة من قصائد شكسبير المكتوبة على الجلد في صندوق مذهب، حين زار بريطانيا.
غرائب الهدايا
تشمل قائمة الهدايا الغريبة بين الزعماء بنودًا كثيرة، فقد تلقى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش مجموعة هدايا غريبة، مثل لعبة بناء المفردات اللغوية من سلطان بروناي، وحيوان «سحلية الكومودو» من الرئيس الإندونيسي والتي وصل طولها إلى 2.5 مترًا، ووزنها 90 كلج، ويعد حيوان الكومودو الحيوان الوطني في إندونيسيا، نظرًا لتواجده الحصري في جزرها، كما يعد من الحيوانات المفترسة التي تهاجم الحيوانات الأخرى كالأبقار والماعز والجواميس!
وتلقى بوش أيضًا قيثارة كهربائية من رئيس فيتنام، وشحنة من 300 رطل من لحم الضأن غير المطبوخ من رئيس الأرجنتين، و6 علب من السماد من ملك الأردن عبدالله الثاني ليستخدمها في مزرعته في تكساس.
بدوره، تلقى الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث، هدية من شعب جزيرة تانا، هي حزام تقليدي من القش لتغطية النصف الأسفل من جسده، وكان قد تلقى هو والملكة 500 علبة من الفاكهة المعلبة كهدية زفاف عام 1947 من أستراليا.
بدوره، الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند جملا من الحكومة المالية تعبيرًا عن امتنانها لمساعدة فرنسا لها في طرد المتشددين من مدينة تمبكتو في عام 2013، ولعدم وجود مساحة كافية لرعاية الجمل في قصر الإليزية، ترك هولاند الهدية في رعاية إحدى أسر المدينة ليكتشف لاحقًا أنها ذبحته وطبخته، ما دفع الماليين الذين شعروا بالحرج إلى إهدائه جملًا أكبر وأفضل في الشكل.
أما الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما فتلقى هدية من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ديفيد كاميرون عام 2012 وهي مشواة بقيمة 1200 جنيه إسترليني.
كما تلقى أوباما خلال زيارته إلى أستراليا هدية من رئيسة الوزراء الأسترالية السابقة، جوليا جيلارد كانت غريبة ومثيرة للجدل، وهي تأمين للرئيس الأمريكي ضد أي هجوم من قبل التماسيح.
وتضمن التأمين حصول عائلة الرئيس الأمريكي في حال تعرضه لأي هجوم من التماسبح على تعويض قدره 50 ألف دولار أسترالي أي حوالي 40 ألف دولار أمريكي.
كما تلقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كرة مونديال 2018 هدية من بوتين
وسط دعوات لفحصها بدقة، خشية أن تكون موبوءة ببرامج تجسس.
وتحتوي ىالكرة فعلا على رقاقة إلكترونية، لكنها ليست أداة للتجسس، بل رقاقة وضعتها شركة أديداس في كرات Telstar التي خصصت لمونديال روسيا 2018.
الكرة تباع على موقع أديداس بـ83 دولارًا، وهي تحمل شريحة مزودة بهوائي صغير لنقل البيانات إلى الهواتف القريبة. ولا يمكن إدخال تعديلات على كود الرقاقة.
والصور التي التقطت للكرة تشير إلى أن عليها شعارا لتقنية NFC (الاتصال القريب)، والشريحة المزودة بها هذه التقنية موضوعة داخل الكرة، خلف الشعار.
ووفقًا للقواعد والبروتوكول الأمريكي لا يستطيع الرؤساء الأمريكيون الاحتفاظ بالهدايا التى تفوق قيمتها 390 دولارًا.
ويقبل الرئيس الذي يعرف هو ومقدم الهدية تلك الهدايا أنه لا يستطيع الاحتفاظ بها، ويتولى مكتب في وزارة الخارجية أخذ تلك الهدايا ونقلها إلى الأرشيف الوطني الذي يقدر قيمة الهدية ويدخلها في الحسابات العامة ويخزنها لحفظها.
رسائل ومحاذير
غالبا ما تتضمن الهدايا بين الزعماء رسائل، على الرغم من أنها غير محكومة بضوابط، لكن يراعى غالبا ألا تفسر بأنها إساءة أو إهانة، وأن تحمل مضامين إيجابية موزونة،
وعادة ما تتحكم التقاليد في اختيار تلك الهدايا على الرغم من أن تكلفة الهدية لا تقيم مستوى العلاقات بين البلدين.
ساونا في شجرة
لم يثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستغراب والجدل في حركاته السياسية خلال لقاءاته بالزعماء وحسب، بل شكلت الهدايا منه وإليه جدلًا موازيًا، وأثارت في بعض الأحيان كثيرًا من الاستغراب، فقد أهدى في إحدى زياراته إلى الصين، نظيره الصيني
حمام «ساونا» مصنوع من خشب شجرة يبلغ عمرها 200 سنة أو أكثر.
وفي زيارة سبقتها أهداه صندوقًا من الآيس كريم الفاخر، إضافة إلى هاتف ذكي روسي الصنع «يوتافون».
كما أهدى بوتين هدايا أخرى غريبة لقادى آخرين، حيث قدم لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو هدية هي سيف «سيمون بوليفار»، وللرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هدية هي بندقية «كلاشينكوف».
كما أرسل عام 2012 قطًا سيبيريا من فصيلة نادرة هدية إلى اليابان.
وتلقى بوتين من اليابان هدية هي كلبة اسمها يومي، أي «الحلم»، تعبيرًا عن امتنان اليابانيين للروس لمساعدتهم في القضاء على كارثة فوكوشيما.
وتلقى بوتين من رئيس تركمانستان، قربانقلي بردي محمدوف اثنين من الفهود كهدية، وتلقى ثلاثة خيول عربية أصيلة من ملك الأردن عبدالله الثاني.
وتلقى بوتين هدية من الرئيسة الأرجنتينية السابقة، كريستينا كيرشنر هي آلة «الباندونيون» الشعبية.
وفي ذكرى ميلاده الـ65 تلقى بوتين هدية من رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني هي لحاف طبعت عليه صورة بوتين وبرلسكوني بالحجم الكبير.
من جانبه، تلقى الزعيم الشيشاني رمضان قديروف هدية غير عادية في عيد ميلاده الأخير، تمثلت في ترقيته إلى رتبة عقيد عام، بمرسوم أصدره بوتين برقم 709.
سمك حفش
في عام 1964، اجتمع الزعيم السوفييتي الأسبق نيكيتا خروتشوف ورئيس وزراء النرويج أينار جارهاردسن، وفي الاجتماع قدم خروتشوف هدية لجارهاردسن هي سمك الحفش.
بدوره، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدية للبابا فرنسيس في الفاتيكان عام 2013، شمعدان يتكون من 7 شموع يرمز لليهودية، وكتاب عن تاريخ «محاكم التفتيش» الإسبانية.
لوحة وسماور
أهدى بوتين هدية غريبة لوزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل في حفل زفافها، وكانت عبارة عن لوحة تصور حياة قروية ومعصرة زيت عتيقة، إضافة إلى مادة تستخدم في صنع الشاي في روسيا تدعى «سماور».
من جانبها، درجت الصين على إهداء حيوانات الباندا للزوار الكبار، وكان منها هدية للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1972 حيث تلقى دبي باندا كبيرين.
رسائل مبطنة
تلقى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين هدايا من وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تضمنت مطرقة من القرون الوسطى وحذاء رعاة البقر الذهبي، لكن رد صدام جاء قاسيًا حيث أهدى رامسفيلد شريط فيديو يظهر عمليات تعذيب لحيوانات، أراد منها إظهار جنوده وهم يأكلون رؤوس الثعابين هي على قيد الحياة، ويطعنون الكلاب بالسلاح الأبيض، كجنود أقوياء وحشيين.
هدية فيها إهانة
قدم باراك أوباما أقراص فيديو هدية إلى رئيس وزراء بريطانيا السابق جوردون براون، لكن اللافت أن تلك الأقراص لا تعمل إلا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ما أغضب البريطانيين الذين عدوا العدية إهانة لرئيس وزرائهم الذي سبق أن أهدى أوباما هدايا بنحو 16 ألف دولار بينها حامل أقلام من خشب نادر.
أما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وبعد حيرة دبلوماسية في الهدية التي سيقدمها لنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ إيل فأرسل مع وزير خارجيته مايك بومبيو قرص إلكتروني تضمن أغنية «الرجل الصاروخ» (1972)، حيث كان ترمب بصف جونغ ايل برجل الصاروخ، في إشارة إلى الطموحات العسكرية التي تراود الزعيم الكوري، ورغبته الدائمة في تطوير صواريخ باليستية.
هدية رخيصة الثمن
قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدية إلى أوباما ربما عدّت أرخص هدية يتلقاها الأخير، وهي زيت زيتون فلسطيني، ثمنه قرابة 75 دولارًا أمريكيا.
وفي إطار الهدايا رخيصة الثمن، قدم العاهل المغربي وعاء يحتوي طُعمًا لصيد الأسماك للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش قدرت بعض المصادر قيمتها بـ3 دولارات فقط!
هدايا غريبة
طاولة بنج بونج
هدية من رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون لأوباما عام 2012
تأمين تمساح
قدمته حكومة شمال أستراليا لأوباما، تتمثل بنيل ميشيل أوباما 50 ألف دولار استرالي لو تعرض أوباما لهجوم.
جرو
حصل عليه الرئيس جورج دبليو بوش من نظيره البلغاري جورجي بورفانوف.
أسد وفهد
قدمهما رئيس تنزانيا جاكايا كيكويت لبوش عام 2008.
بورتريه على سجادة
يصور وجهي بيل وهيلاري كلينتون مرسومين على سجادة قدمهما رئيس أذربيجان للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 1997.
سحلية كومودو
قدمها رئيس إندونيسيا لجورج بوش، والذي أهداها بدوره لحديقة حيوان سينسيناتي.