"إن البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها"، حقيقة أثبتت صحتها على مر التاريخ حيث إن الحفاظ على النجاح أصعب من النجاح نفسه، ففي كل يوم ينجح الكثيرون، ولكن القليل منهم من يحافظ على هذا النجاح، لذا فإن التخطيط السليم والتنفيذ الدقيق والتطور المستمر والاستثمار في العقول الشابة يكلل ليس فقط بالنجاح في الوصول للقمة، ولكن في المحافظة عليها.
لهذا وطوال ما يزيد عن 200 عام كان التطور الطبي المستمر وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث للوصول لأفضل وسائل وطرق العلاج في كل من "مستشفى ماس جنرال" التي تأسست عام 1811م، و"مستشفى بريغهام أند ويمنز " والتي تأسست عام 1832م، هو الدافع الأكبر للاستمرار كأحد أهم المنظمات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، لتبدأ بعدها رحلة الاندماج في العام 1994م، ومن ثم الإعلان عن انطلاق مجموعة " ماس جنرال بريغهام " التي أصبحت احد أهم وأكبر المنظمات الطبية ليس في أمريكا وحسب بل في العالم أجمع، لتضم تحت مظلتها 16 مؤسسه تمثل أفضل المراكز الطبية وأشهر المستشفيات المتخصصة إضافة الى واحدة من أكبر وأفضل أنظمة إعادة التأهيل في أمريكا وعدد من المستشفيات لعلاج الحالات الخطرة والصعبة، علاوة على مركز مختص بالتأمين على المرضى بجانب العديد من المراكز المجتمعية الأخرى، من خلال ما يزيد عن 7500 طبيب و 80 ألف موظف يعالجون ما يزيد عن 1,8 مليون مريض سنويا.
وفي لقاء صحفي حصري أجرته صحيفة الوطن على هامش ملتقى الصحة العالمي الذي أقيم مؤخرا في المملكة العربية السعودية في الرياض بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، أوضح الدكتور ريموند ليو نائب الرئيس لمجموعة مستشفيات ماس جنرال بريغهام للاستشارات الدولية أن من أسباب نجاح تلك المنظمة طوال السنين الماضية هو أن" ماس جنرال بريغهام " تكرس كافة الكوادر الطبية من أطباء وممرضين ومستشارين إضافة الى الأبحاث والدراسات من خلال نظام رعاية صحية متكامل وسلس لمعالجة مرضانا وهي الرؤية التي يعبر عنها بقوله "ما دمت دائما تركز على المرضى فستتخذ دائما القرار الصحيح".
وبين ليو أنه في السنوات الخمس الماضية أصبح لدى المنظمة رئيس تنفيذي جديد كما أصبح لديها استراتيجية جديدة من مجلس الإدارة تركز على دمج الجميع معًا وتركز على علاج المرضى ودعم المجتمع والابتكار البحثي الموثوق به عالميًا والطرق الجديدة لاستكشاف شراكات فاعلة على الصعيد الدولي.
وأضاف دكتور ريموند ليو أن معايير العمل في" ماس جنرال بريغهام " لها معايير عالية بداية من أطبائنا اللذين هم أعضاء في هيئة التدريس بكلية الطب جامعة هارفرد التي تعد الأفضل في العالم مرورا بالموظفين والممرضين والإداريين حيث أننا نقوم باستقطاب الأفضل واللذين سعوا أيضا للعمل في منظمتنا لأنهم يؤمنون برسالتنا وثقافتنا وقيمنا نحو ما نقوم به تجاه مرضانا ومن الجدير بالذكر أن المستشفى تستقطب الخبرات من كافة أنحاء العالم بلا استثناء وهم سعيدون بالعمل معنا لأننا نؤمن بدور كل موظف في المجموعة وما يحمله من أهميه مهما كانت طبيعة عمله ليكون كل فرد منهم جزء من شيء كبير وهو "ماس جنرال بريغهام " أقوى مؤسسة طبية في العالم .
ومن جهته قال: دكتور لويس لوبون، المدير التنفيذي الشراكات الإستراتيجية والاستشارات الدولية بمجموعة " مستشفيات ماس جنرال بريغهام " نائب رئيس قسم التعاون الاستراتيجي " بمستشفى بريغهام اند ويمنز "، أن المملكة العربية السعودية لديها العديد من أشهر وأفضل الكوادر الطبية في العالم بمختلف التخصصات وكان لدينا الشرف بتدريب العديد من الأطباء السعوديين الذين يقودون اليوم جهود التحول في السعودية ومن هنا نحن لا نقوم بتدريب وتوظيف الأطباء فقط، بل نقوم أيضا بالعمل على التطوير المهني في العالم أجمع.
وبين الدكتور لويس لوبون، أن التغيرات والتطورات السريعة التي تحدث في العالم جعلتنا نواكب تلك التغيرات فعلى سبيل المثال كانت بدايتنا بمستشفى صغير في بوسطن يسع 20 سريرا على أقصى تقدير واليوم لدينا ما يزيد عن 2200 سرير واستطعنا الصمود من خلال التغيير المستمر في استراتيجيتنا والتي كانت اخرها دمج جميع العاملين في المنظمة ووضع عدد من الأهداف الرئيسية التي من أهمها الوصول للمريض وعلاجه إضافة إلى العمل على علاج المجتمعات والبحوث والتطوير، من خلال ذلك استطعنا إيجاد طرق للتواصل بين موظفينا ومرضانا ومجتمعنا محليا ودوليا لرفع جودة التنسيق بين جميع مستشفياتنا المختلفة.
وتمتلك " ماس جنرال بريغهام " العديد من الأبحاث والدراسات والاكتشافات التي كان لها أثر هام في معالجة المرضى من خلال فريق باحثين عالميين وقد فاز 13 باحث لدينا بجائزة نوبل نظير ما قاموا به من نتائج إيجابية.
وبين دكتور لوبون أن المستشفى تنفق سنويا ما يقارب 2 مليار دولار على البحث والتطوير عبر ما يزيد عن 2500 تجربة سريريه وهناك على سبيل المثال وليس الحصر قمنا خلال جائحة كورونا بإجراء أكثر من 100 تجربة إكلينيكيه لفيروس كوفيد 19 عبر 452 مختبر للعمل متحدين جميعا للقضاء على فيروس كوفيد 19 مما جعلنا نحتل المركز الأول في البحوث الطبية بالمستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف دكتور ريموند ليو أن أحد مجالات البحث التي نقوم بالتركيز عليها ونوليها اهتمام كبير هي التي تختص في مجال الذكاء الاصطناعي باستثمارات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار لمعرفة ودراسة إمكانية الاستفادة القصوى منه عبر شركاؤنا على مدار العشر سنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال أصبحنا قادرون باكتشاف فيروس كوفيد 19 الموجود بصدر المريض من خلال الأشعة السينية وذلك من خلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي التي عملنا على دراستها وتطويرها.
وأنا ومن خلال عملي كطبيب طوارئ ممارس سعيد بان الرعاية الطبية التي نتجت من خلال أبحاثنا ودراساتنا ونقدمها لمرضى الطوارئ بشكل يومي ساهمت بشكل كبير في تحسين وسرعة علاج مرضى الطوارئ.
وأضاف ليو أن ذلك لم يكن ليحدث لولا وجود بيئة عمل مميزة في مدينة مميزة وهي بوسطن والتي تتميز بالوسط الأكاديمي مثل أهم الجامعات وأكاديميات البحث والعلوم مثل جامعة هارفرد إضافة إلى توفر مؤسسات صحية وطبية من الدرجة الأولى تستطيع إجراء التجارب المختلفة كماس جنرال بريغهام إضافة الى شركات الادوية والتكنولوجيا الحيوية التي تأتي الى بوسطن للتعاون مع مختلف الجهات لإنتاج مختلف اللقاحات مثل لقاح موديرنا الذي ولد في بوسطن وأخيرا يتوفر في بوسطن رأس المال الاستثماري وأصحاب رؤوس الأموال كل ذلك لا يتوفر بمكان اخر سوى بوسطن.
وعن أوجه التعاون بين منظمة ماس جنرال بريغهام والمنظمات الصحية حول العالم، أفاد الدكتور لويس لوبون بأنهم يقومون بشكل مستمر بالتعاون مع مختلف المنظمات الصحية حول العالم لتقديم مختلف الاستشارات بدءا من المستشفيات الجديدة او القائمة وصولا الى تقديم استشارات حول أنظمة الرعاية الصحية إضافة الى تقديم الاستراتيجيات لتطوير المنظومة الطبية لتواكب التغيرات المستقبلية.
وبين أن التعاون الطبي بينهم وبين المملكة العربية السعودية كان موجود منذ أكثر من 20 عام شمل العديد من المجالات المختلفة منها التعليم والتطوير المهني إضافة إلى إنشاء كليات طب ومستشفيات هذا بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية للعديد من المنشآت الطبية.
وأوضح أن السعودية شهدت مؤخرا تحولا جذريا في النظام الصحي ليكون فريدا من نوعه في العالم في وقت قياسي وبأهداف عديدة تصب جميعها في مصلحة المريض، وهي ما تشبه رسالتنا التي نعتمدها في مستشفياتنا.
وبين أن رؤية المملكة 2030 كان لديها دور كبير في المساهمة على تلك النقلة بشكل سريع وبركائز قوية.
وهناك العديد من أوجه التعاون بيننا وبين السعودية ففي قطاع التعليم ساهمنا بشكل كبير بالعمل على تطوير مناهج التعليم في إحدى مؤسسات التعليم العالي بالرياض طوال 16 عام مما جعلها أحد من أفضل كليات الطب في العالم وهناك تعاون آخر قمنا به مع مستشفى رعاية صحية متخصص في المملكة العربية السعودية وهي لديها باع طويل في الدراسات والأبحاث وعملنا سويا على بناء وتطوير البنية التحتية لأبحاث علم الأورام ومعالجة الأمراض السرطانية.
وعن إذا ما كانت هناك خطة مستقبلية لافتتاح مستشفيات تابعة لماس جنرال بريغهام في منطقه الشرق الأوسط، أوضح دكتور ريموند أن المنظمة ساهمت طوال عشرين عاما في تطوير المنظومات الصحية والبنى التحتية في العديد من دول الشرق الأوسط إضافة إلى تقديم برامج التعليم والتدريب القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية لذلك نحن ننظر إلى أنه من الأفضل أن نقوم بعمل شراكات مع مختلف الجهات في تلك الدول بدلا من انشاء مستشفى يحمل اسم ماس جنرال بريغهام في أي مكان خارج بوسطن حيث نقوم بتطوير المواهب من أطباء وممرضين وعاملين في تلك الدول ليكونوا هم أيضا من المتميزين والمتخصصين في قطاعهم داخل دولهم وإنشاء علامتهم الخاصة وتعزيزها.
وأضاف ليو أن ما يميز مجموعتهم الطبية عن غيرهم من المنافسين العاملين في القطاع الطبي ايمانهم العميق بأن الجميع في العالم يستحق أن ينال رعاية صحية متكاملة، نحن طوال قرنين من الزمن واجهنا العديد من التحديات والصعوبات والمشكلات والاخطاء وهذا بالطبع وارد في أي مكان لذلك نحن نقدم خلاصة تجاربنا وحلولنا التي من خلالها استطعنا التغلب على المشكلات لشركائنا ويتم ذلك من خلال مشاركة الدروس المستفادة إضافة إلى العمل الجماعي والتعاون مع الجميع لتقديم حلول واستشارات حقيقة تناسب طبيعة المشكلة المطروحة حيث اننا لا نقدم نموذجا موحدا لحل كافة المعضلات.
وبين أن شركاؤهم موجودون في كل القارات آسيا والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا.
واكد د.ليو أن الشروط الواجب توفرها في الأطباء الراغبين بالحصول على شهادة أو زمالة طبية من ماس جنرال بريغهام هو توفر العاطفة والشغف إضافة إلى الإيمان بالرسالة التي تعتمدها المنظمة ونحن سنويا نقوم بتدريب العديد من الأطباء اللذين يحرصون على التدريب في منظمتنا.
كما بين أن لديهم العديد من الاستثمارات المختلفة أبرزها "ابتكار ماس جنرال بريغهام " هدفها هو تحويل الاكتشافات والأبحاث الطبية التي قام بها فريق عمل ماس جنرال بريغهام وتحويل تلك الاختراعات الى ابتكارات واقعية تفيد المرضى ويتم ذلك ليس من خلال الفريق الطبي فقط، ولكن يتم التعاون مع المخترعين والأطباء والمستثمرين ورجال الأعمال ومختلف العاملين في هذا القطاع لتحقيق تلك الأفكار.
وعن المساهمات الخيرية التي تقوم بها مجموعة مستشفيات ماس جنرال بريغهام أوضح ليو أن ذلك كان من الاهتمامات الأساسية عندهم لذلك قاموا مؤخرا بإنشاء شركة تأمين خاصة بهم ليمكن مختلف المحتاجين بالحصول على الرعاية الطبية الأفضل.
والمزيد عن مستشفيات ماس جنرال بريغهام يمكن زيارة الرابط .