(بيروقراطية) كلمة فرنسية تعني سلطة المكتب، وشاع مفهوم البيروقراطية بفضل عالم الاجتماع ماكس فيبر خلال القرن الماضي، وتم تعميمه على جميع أشكال التنظيم الهيكلي الخاضع لسلطة مركزية ولها كامل الصلاحيات، في حين لا تتمتع المستويات الدنيا من الهرم البيروقراطي باي صلاحيات إلا عن طريق التفويض، وليس مسموحًا لها أن تناقش التوجيهات الصادرة من قمة الهرم.

ومازال البعض إلى هذه اللحظة يرى أهمية البيروقراطية في العمل الإداري، وأنها عامل حيوي لقدرة الإدارة على القيام بواجباتها ومسؤولياتها.

إلا أن البعض الآخر يرى أنه من الصعب أن تكون البيروقراطية الإدارية فاعلة ما لم يتم فصل المنصب عن الشخص المكلف بالمنصب، وما لم يتم توحيد الإجراءات وتطبيق مبدأ الرقابة والمحاسبة والتي تردم الفجوة بين البيروقراطية والموظف البسيط.


ومن عيوب البيروقراطية الإدارية أنها تعتمد بشكل كلي على الترشيد للموارد، وتنأى بنفسها عن المخاطرة مما يجعلها لا تستطيع المنافسة والتطور. ومن هنا بدا الربط بين البيروقراطية الإدارية وضعف الخدمات وصعوبة الحصول عليها. وفي العصر الحديث بدأ شعار يدعو إلى التخلص من البيروقراطية الإدارية والترويج لما يسمى الشبكات الإدارية. ورغم أن البيروقراطية الإدارية مرت بمراحل تطور. وتم تصنيفها من هذا المنطلق إلى نوعين بيروقراطية غير مرنة وهدفها الاستقرار وشبكة مرنة متغيرة وموائمة للتغيرات.

ومن أمثلة البيروقراطية غير المرنة هناك النموذج الكلاسيكي ونموذج البيروقراطية المخففة، والذي يهدف إلى الانتقال من منصب المدير التنفيذي المسؤول عن كل القرارات إلى توليد فريق الإدارة، وبالتالي فهناك انتقال من القرار الفردي إلى القرار المرن لمجموعة من الأفراد.. أما نماذج الشبكات المرنة والتي تتغير وتتوائم مع المتغيرات فاهمها نموذج المصفوفة والذي يعتمد على الانفصال عن النموذج الهرمي، فتطلق الإدارة العليا الصلاحيات المطلقة للإدارات الوظيفية المختلفة لاتخاذ القرارات المناسبة، وكذلك مواجهة المشكلات والتحديات والعمل على علاجها.

أما دور الإدارة العليا فيقتصر على وضع معايير عامة للفرق المختلفة وتتعلق هذه المعايير بالمفهوم الوظيفي ومفهوم المنتج النهائي للإدارة. وللإيضاح أكثر فدور الإدارة العليا هنا هو التنسيق بين الإدارات المختلفة لتيسير سير العمل وإزالة العراقيل.

ومن أمثلة نماذج الشبكات المرنة أيضًا ما يسمى بإدارة فرق المشروعات والذي تعمل فيه الشركة على إنجاز جميع مشاريعها وأنشطتها من خلال فرق المشاريع والتي تتكون من مختصين في مجالات معينة، وتلعب الإدارات الوظيفية هنا دور المساعد وليس الموجه أو المهيمن على القرارات.

ومن أهم مزايا العمل بفرق المشاريع هو القدرة على تحقيق الديناميكية والابتكار. كذلك من أهم النماذج الحديثة للشبكات المرنة ما يسمى بإدارة المنظمة الشبكية والذي أصبح منتشرًا بشكل كبير في المؤسسات الكبرى، ويعتمد بشكل أساسي على تفويض المهام إلى جهات خارج المؤسسة لتنفيذها لصالح المؤسسة بعيدًا عن الهيكل التقليدي القائم على الموظفين والإدارات العادية، وفي هذا النموذج لا تحتاج الشركة إلى توظيف عدد كبير من الموظفين، وبدلًا من ذلك تعمل على إنجاز العديد من التعاقدات الفرعية مع الشركات المختصة. ويكون الدور الأساسي للمؤسسة هو تحديد الاتجاهات الاستراتيجية وتوفير الدعم التشغيلي للشركاء الفرعيين.