اشتكى مشترون من تأخير وكالات السيارات في تسليمهم سياراتهم الجديدة بالرغم من حجزهم لها وانتظارهم لفترات تتخطى بضعة أشهر.

واستغرب بعض هؤلاء المشترين من الذرائع التي يستخدمها الوكلاء والتي تتمحور حول عدم وصول السيارات بالمواصفات المطلوبة من قبل الشركة المصنعة، خصوصًا أنهم أكدوا وجود هذه السيارات في معارض بيع السيارات، ولكن بأسعار أعلى من سعر الوكيل، حيث قد يصل الارتفاع أحيانًا إلى نحو 20 %، وربما إلى أكثر من ذلك في السيارات الفارهة.

وبالرغم من تأكيد وزارة التجارة أنها تواصل جولاتها الرقابية على وكلاء وموزعي السيارات لضمان عدم وجود ممارسات مخالفة وضارة بالمستهلك، إلا المشتكين شددوا على قلة المعروض في الوكالات مع توفره في المعارض.


مشكلة عالمية

يرى مراقبون أن مشكلة تأخر تسليم السيارات الجديدة نجمت عن تأثر صناعة السيارات بالظروف العالمية من جائحة كورونا إلى حرب روسيا وأوكرانيا، والتضخم العالمي الحالي.

وشدد عضو اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات في مجلس الغرف السعودية منصور العدوان على أن «النقص في عدد السيارات بالوكالات، وتوافرها في المعارض، جاء بسبب أن المعارض تستوردها من الخارج، وهي تتوافر بمواصفات أمريكية مثلا وليست خليجية، والشح في عدد السيارات في الوكالات هو نتيجة زيادة الطلب عن العرض لأسباب قلة الإنتاج جراء جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وإنتاج شرائح تربط الموصلات الكهربائية، فقلّ الإنتاج على مستوى العالم».

وأضاف «الشح يبدو ظاهرًا في سيارات الخدمات، أما بالنسبة للسيارات الفاخرة فمعظم الوكالات لا يتوافر فيها هذا النوع من السيارات إلا بعدد بسيط، حيث إنها تباع بنظام الطلب، أي تطلب من الزبون، ومن ثم تبدأ إجراءات جلبها من الشركة المصنعة، وهذا يستغرق أحيانًا من 3 حتى 6 أشهر محد أقصى، أي إذا كانت الوكالة تبيع 100 سيارة فاخرة يكون 80 منها بالطلب و20 متوافرًا في المعرض».

شح سيارات الوكيل

اشتكى مستهلكون من أنهم وعدوا باستلام سيارات التي سددوا عربونها خلال 3 أشهر، لكنهم انتظروا 4 أشهر دون أن يتسلموها، واضطروا إلى استئجار سيارة بديلة مما كلفهم مبلغًا، كما أن الوكيل لا يلتزم بأي تعويض عن تأخره في التسليم. وأشار بعضهم إلى أنهم لا يتلقون سوى الوعود الوهمية باستلام سياراتهم خلال 3 أسابيع، لكنها لا تصل.

ورأى المواطن أحمد حسين أن الوكلاء يجاملون الموزعين (المعارض) على حساب مصلحة المشتري الذي يقع ضحية بينهما.

ارتفاع الأسعار

يقول مهند آل سالم «يفضل الوكلاء البيع للموزعين أو المعارض، واللافت أن سيارات موديل 2022 لا تتوفر في وكالات السيارات، ويتأخر تسليم السيارة الجديدة حاليًا بين 6 و9 أشهر، فيما يتأخر تسليم السيارات الفاخرة لأكثر من عام.

وأضاف «بات شراء سيارة جديدة واستلامها عملية شاقة للغاية بسبب طول الانتظار وارتفاع الأسعار».

انتعاش المعارض

يوضح ممدوح سلطان الذي يعمل في مجال السيارات «انتعش سوق معارض السيارات التي باتت بديلًا في المملكة لوكالات السيارات المعتمدة، كما انتعش خصوصًا سوق وكالات السيارات الأمريكية بعد أزمة الحرب في أوكرانيا، حيث أوقف تصدير السيارات الأمريكية إلى روسيا وتحويلها إلى منطقة الشرق الأوسط. وباتت مصانع السيارات الأوروبية تعاني مما أدى إلى تعطل الإنتاج وتراجع المعروض». وبرأ سلطان وكالات السيارات من رفع أسعارها، وقال «الأسعار تحدد من قبل الشركات المنتجة، حسب معايير هذه الشركات العالمية».

إجراءات وزارة التجارة في سوق السيارات

التواصل مع الشركات المصنّعة لزيادة الحصّة المُخصّصة للمملكة.

التشديد على وكلاء السيارات بمنح المستهلكين الأفراد أولوية توفير السيارات الأكثر طلبًا.

تخفيض نسبة السيارات المُخصّصة للموزعين والمعارض.

الرقابة على الموزعين والمعارض لضمان عدم وجود ممارسات مخالفة.

حوكمة قوائم الحجز لدى وكالات السيارات.

تعزيز الشفافية بمنح المستهلكين أرقامًا للحجز ترتبط برقم الهوية.

تحديد الأولوية بدقّة في قوائم حجز السيارات.

إلزام الوكلاء بتزويد الوزارة بتقرير «أسبوعي» عن أسعار السيارات ذات الطلب العالي (كمياتها، تاريخ وصولها، عدد طلبات الحجز).

وإلزام وكلاء السيارات بنشر الأسعار والسياسات والتعليمات والإجراءات الخاصة بآليات (الشراء، حجز السيارة، الإدراج على قوائم الحجز، تسليم السيارة، الخ).

إلزام الوكلاء ببيان الالتزامات المنوطة بهم والالتزامات المنوطة بالمستهلك ابتداء من مرحلة الحجز والشراء إلى حين إتمام عملية البيع وتسليم السيارة.

تمكين المستهلك من حجز سيارة واحدة من نفس النوع خلال العام الحالي للسيارات الأكثر طلبًا إلى حين انتهاء قوائم الحجز.

إيقاف شركات تأجير السيارات عن بيع السيارات الجديدة استغلالًا لارتفاع الأسعار.

الإسراع في تنفيذ الربط الإلكتروني بين الوزارة وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك والإدارة العامة للمرور وجميع وكالات ومعارض السيارات.