هذا العهد الذي برهنت فيه المملكة دورها المحوري إقليمياً ودولياً، وما تمتلكه من ثقل سياسي وشراكات متينة وموثوقية دولية، أسهمت في كشف بواعثها الجولات التي قام بها خادم الحرمين وولي العهد، والتي جاءت في صميم العمل السياسي، وتتويجاً لجهود المملكة من أجل مواجهة التحديات التي تعلو سقف العالم، بما فيها حالة التصعيد الإيراني، إلى جانب تداعيات الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، حيث جاءت وساطة ولي العهد للإفراج عن أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، شاهدًا ملموسًا على الثقل السياسي للمملكة، وذلك باستنادها على الخبرات التاريخية في إدارة هذه العلاقات فالدور الذي تقوم به المملكة اليوم، وموقعها الاستراتيجي يؤديان دوراً خلّاقاً في العلاقات على مداها الطويل كما أنها تنطوي على إمكانات للتنمية والازدهار كبيرة على اعتبار المصلحة المشتركة في الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة، وفتح مجالات الحوار والتشاورات حول مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والعالمية، في هذا النسق ترسم خطواتها تجاه مستقبل يقوم على إرساء السلام، وكشريك قوي في جهود الأمن ومكافحة الإرهاب، وتدخل في نطاقات المجال العسكري، وفي جميع سبل التعاون الدبلوماسي.
لا شك في أن المجتمع الدولي يتأكد له يوماً بعد آخر أن التأثير السعودي المتزن والنافع والحاسم في نفس الوقت في المحيط الإقليمي والبعد الدولي في ازدياد وأن صناع القرارات في المجتمع الدولي كافة يضعون نصب أعينهم الحالة التي سيكون عليها الموقف السعودي كرد فعل لقراراتهم والتي تتعلق بجانب سياسي أو اقتصادي يقع ضمن اهتمامات المملكة، وأن الرؤية السعودية كانت دائمًا واضحةً وأنها تستمد قوتها من مبادئ راسخة منذ التأسيس ومن دعم وتأييد شعبي مطلق .
المهندس حمادي بن مسفر عنكيص
*رئيس مجلس إدارة مستشفى الشفاء التخصصي