المفترض أن الدور الذي تقوم به سفارة أي بلد في العالم هو مد جسور التواصل بين بلادها والبلد مقر السفارة..

يفترض أن يتجاوز عمل السفارات الإطار السياسي والدبلوماسي ودوائر الورق والمعاملات..

خلال الأيام الماضية وجهت السفارة السعودية في باريس الدعوة لعدد من رجال السلك الدبلوماسي والثقافي هناك ـ وفي مقدمتهم عدد من السفراء وكبار المسؤولين في وزارة الثقافة والاتصال الفرنسية ـ لحضور مبادرة تكريم الروائي السعودي "عبده خال" الفائز بجائزة بوكر عن روايته "ترمي بشرر"..

والأجمل في بادرة السفارة أنها وجهت الدعوة أيضاً لعدد من المثقفين والإعلاميين السعوديين للمشاركة في لقاءات رسمية وفعاليات أخرى نظمتها في إطار مد جسور التعاون بين البلدين..

لم تكن المرة الأولى التي التقي فيها سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الأخ الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ.. وبالتالي فالانطباع الجميل الذي تركه في نفسي ليس جديدا.. كان الرجل شعلة من الحماس والنشاط.. كان مجموعة رجال في رجل.. ترى فيه السياسي المحنك، والدبلوماسي الخبير، والإداري الماهر، والمثقف العميق، والمفكر الناضج.. جعل من السفارة السعودية في باريس منارة إشعاع ونور في عاصمة النور!

بقي أن أقول إن بلادنا لها حضور سياسي واقتصادي.. ولها أيضاً حضور ثقافي ينبغي أن يرى النور.. ولو أن كل سفارة من سفاراتنا في الخارج منحت الجانب الثقافي والإعلامي حيزا من الاهتمام لأصبح لدينا في كل دولة من دول العالم وزارة ثقافة وإعلام!

تماما كما تفعل اليوم سفارتنا في باريس.