يقول في يوم من الأيام قمت من النوم وعلى بالي صديقي علان، لأنه أمس حصل بيننا سوء تفاهم وخناقة عشان الكورة، مع الأسف صرنا زي الذين يظهرون في البرامج الرياضية، ما عندنا إلا المناقرة وتعكير الأجواء وعين الرضا عن كل عيب كليلة.
علان يقول فريقه الأكثر بطولات ويا أرض انهدي ما عليكي قدي، وأنا طبعا ما يعجبني هذا الكلام، بطولات مين يا عم، ومعظمها أخذتوها بالتحكيم، رد فشر كل مين يقول كدا، أجل فريقكم اللي زوروني في الدهر مرة، ويا كد مالك خلف. .قلت قصدك في السنة مرة، قاطعني: أنتم يادوب كل كم سنة تأخذون بطولة، وبالحظ وفي غفلة من التاريخ وتتفشخروا.
طبعا كلمة من هنا وكلمة من هناك اشتد النقاش فأستشط غضباً "أعجبتني صراحة أستشط هذه مدري من وين جبتها" وقفلت السماعة، وبعدها ندمت، لكن شوفة النفس ما خلتني أفكر أرجع أكلمه، وقعدت أفكر، أكلمه وأهدي الجو وبالمرة اعتذر له عن أسلوبي الذي كان مش ولا بد، وبصراحة كان مطين بطينة، فتحت الجوال وأنا متردد يا واد أكلمه وإلا لا والشيطان يوسوس لي يا واد يا فلان، طيب بكره ياخذ عليك وكل ما تماحكتم بكلمتين برطم ويبغاك أنت تتنازل وتعتذر له، طيب هو ليش ما يعتذر لك، يعني على راسه ريشة.
والله الشيطان لعب في عقلي، وقلت كلامه منطقي.. ولكن صوت العقل من الجهة الثانية صار يعتب عليَ يا فلان برضو بينكم عيش وملح، فرديت إلى حد هنا وقف، صحيح أكلت معاه عيش بس الصراحة دائما أكلهم ماصخ وما فيه ذرة ملح.
المهم فتحت الواتس أشوف أيش الجديد وبعدين أفكر اكلمه أو "أصهين" وأخصره، وأول رسالة ألاقيها من صديقي علان، يقول ترى مهما حصل بيننا أنت زي أخويا الكبير، "شوف كمان يقول الكبير يعني حضرته لسا نونو، ولا يعتب علينا مدرب الاتحاد!؟"، برضو بلعتها، واستمر في رسالته وترى أنا مسامحك لأن لك عندي "معزة كبيرة".
ارتحت لكلامه ولكن استغربت لما قال إن لي عنده "معزة كبيرة"، الحقيقة لم أذكر في حياتي إني قد أهديته معْزَة! لا وكبيرة كمان! يعني معجِزَة وحالتها بالبلاء، شكله بيتريق.. لكن يا ولد يمكن تشابهت عليه البقر.
أذكر من فترة اشتريت كم حبة دجاج بلدي لأني صراحة ما أحب المثلج شغل بره التي الله أعلم كيف تتربى، وهل عند ناس على خلق وإلا أي كلام.. وأرسلت له دجاجتين وبريشها كمان.. وكان علان كل ما مرت سنة يرسل لي ويقول تذكر الدجاجتين التي أرسلتها لي، صدقني طعمها على لساني للآن، طبعا ما هو صادق ولا شيء بس يبغاني أكررها لكن دا بعده.
المهم رديت على رسالته، وقلت له شكراً على كلامك الطيب وأنت راعي الأوله، ولكن الكذب تري خيبة أنا ما أعرف أن لي عندك "معزة" اللي سامحتني من أجلها، وعموما إذا كانت "المعزة" هي السبب ما أبغاها سويها مظبي ولا يهون التيس.
بعدها ما عاد يتصل ولا يرسل، وأتصل عليه يعطيني غير موجود ورسائلي عمل عليها حظر.. إيش حصل هو عمره ما قاطعني كدا، هذا بدل ما يشكرني أني تنازلت عن "المعزة" له.
والله ما قدرت أصبر علي القطيعة، ووسطت بيني وبينه صاحبنا زيد، لأنه يحظى بتقدير كبير عنده وعندي.. فرد زيد أنت مش تقول ما تحب الوساطة، قلت نعم، بس هذه ما هي على حساب أحد ولا تضر أي إنسان، رد بس اسمها وساطة، قلت طيب اعتبرها شفاعة حسنة، قال أنتم أكثركم يسمي الوساطة شفاعة عشان تمر، قلت يا اخي الآن خليك من المواعظ التي شبعنا منها في الواتس والتويتر، والتي تأتي من الذي يعد نفسهم واعظ وناصح أمين، وينهى عن خلق ويأتي مثله.. أدوات جميلة تستعمل بطريقة قبيحة.
قال نعم ولا تنسى التك توك الذي صار والسناب وغيرهما أدوات تستخدم في بث فيديوهات بعضها يخدش الحياء والآخر يخدش الإحساس، مثلا يرسل أحدهم فيديو إنسان يعذب قطة، أو وحش يمرمش جسد حيوان آخر، أو منظر حادث مروري فيه إصابات توجع القلب، هذا غير وصفات الطب البديل، أسماء أعشاب أبحث عنها في القاموس يجيني الرد "غلب حماري"، وأيضاً من يرسل ويقول هذا حديث قدسي أو حديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويحلفك ترسله لعشرة أشخاص لكي تدخل الجنة، وهي أحاديث مكذوبة.. وعندما تنبه أحدهم يرد عليك لا تدقق أرسلتها كما وصلتني.. رد زيد الآن خلينا من السواليف وخصمتك مع خويك ترى ما كانت على سنع بل على كلام فاضي، قلت له يعني لو كانت على موضوع مليان ومحرز ما فيها شيء وتمام، مثل الإخوان الذين تخاصموا على ميراث أبوهم وقاطع بعضهم بعض وبينهم قضايا ومحاكم، رد زيد لا طبعا هذه بالعكس أشنع وأمر، ومثل بائس للمعاملة بين الناس عامة فكيف بين الأخوان، ولكن الله يهدي خلقه.
قلت الله يلعن إبليس الإنسان لازم ما يستعجل مع أول انطباع، رد زيد نعم قد يكون صديقك يمزح أو في حزة غضب، لا تحاسب صديقك من أول زلة وأوجد له العذر وتقبله، هيا نروح لعنده، أنا كلمته والرجال حسبك تتريق عليه، ولكن شرحت له الموقف وتفهمه، المهم يلا الرجال مسوي لنا عشوة تشن وترن، وأول ما وصلنا وبعد العتاب والعناق والمباوسة بالإكراه التي مش راضيين نبطلها، قال علان تفضلوا على عشاكم واعذرونا يا سادة من القصور، هذا ما هو فالكم ترى لكم عندنا معَزَّة كبيرة.