تذكر الوثائق التاريخية عددا من التوجيهات الكريمة في توجيه الناس وتعليمهم وانتداب من يعلم كل قبيلة وعشيرة وأهل بلد. والتأكد من وجود هؤلاء المعلمين وإجزاء الرواتب والأعطيات المالية لهم، وعرفت هذه العمليات التعليمية بالكتاتيب، مع وجود مدارس نظامية متفرقة في أجزاء البلاد السعودية، إلا أنها قليلة وبجهود فردية، وعندما دخل الملك عبدالعزيز مكة المكرمة عام 1343 أيقن ببعد نظره أن التعليم هو عامل مهم من عوامل النهوض بالمجتمع وتغيره، فدعا – رحمه الله – إلى أول اجتماع تعليمي يعقده، وعلى ضوء هذا الاجتماع أصدر قراره بإنشاء مديرية المعارف عام 1344، وذلك لنشر التعليم في أنحاء البلاد وإقامة نظام تعليمي، وبعد هذا القرار وفي عام 1346 تم تأسيس مجلس المعارف، وفي عام 1347 صدر أول نظام للمدارس، وفي عام 1385 صدر قرار مجانية التعليم في جميع المدارس الحكومية، وفي عام 1362 عدل نظام التعليم لتصبح المرحلة الابتدائية ست سنوات بدلاً من أربع، وفي عام 1373 في عهد الملك سعود تأسست وزارة المعارف وعين الأمير: فهد بن عبدالعزيز (الملك فهد فيما بعد) وزيراً لها، وفي عام 1377 أنشئت أول جامعة سعودية وهي جامعة الملك سعود، وفي عام 1380 أنشئت الرئاسة العام لتعليم البنات، واستمر النهوض بالتعليم وخططه وربطه بالخطط الخمسية في جميع عهود ملوك المملكة العربية السعودية رحمهم الله، حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي انطلق بالتعليم انطلاقة تسابق الزمن.
وتتوالى الإنجازات في ظل توجيهاتهم الكريمة ودعمهم غير المحدود، حيث أصبح التعليم من الأهداف الرئيسية للنهوض، من خلال تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي نهضت بالبلاد في جميع مناحيها وفي التعليم بشكل خاص، وكانت دافعة لكثير من المنجزات، وما ذلك إلا بوجود صاحب الرؤية المباركة ولي العهد.
وفي ذكرى اليوم 92 للمملكة ننظر إلى مستقبل مشرق بإذن الله في التعليم وغيره من الجوانب التي جعلت هذا البلد بفضل الله ثم قادته الملهمين في مقدمة دول العالم.