صنف تقرير صادر عن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، محترف الاتحاد، الكويتي الدولي فهد العنزي ضمن القلائل في العالم الذين يجيدون حركة "رابونا" التي تُعد واحدة من تلك اللمسات المستعصية التي لا يستأثر بها إلا نخبة النخبة في عالم كرة القدم، لأنها حركة تقتضي من صاحبها قمة المهارة والخفة، ناهيك عن الدقة في التنفيذ وسرعة البديهة في لحظة صعبة يكون فيها مجبراً على استخدام ساقه الأقوى من أجل تثبيت جسمه فوق الأرض ثم لف ساقه الثانية حول الأولى لتسديد الكرة بالقدم الأقل قوة بين الاثنتين.
وأشار التقرير إلى أن العنزي، استغل مباراة ودية بين منتخب بلاده ونظيره السعودي ليجرب حظه، فكان له ما أراد ونجح في تنفيذ الحركة، مما أقنع مسؤولي نادي الاتحاد بضمه إلى صفوف الفريق الأول على وجه السرعة.
وتصدر اللاعب ماتياس أوربانو عناوين الصحف والمجلات في أغسطس الماضي عندما سجل هدفين في غاية الروعة لفائدة أونيون سان فيليبي التشيلي في مباراتين متتاليتين، مستعيناً في ذلك بهذه الحركة العجيبة.
وأوضح تقرير الفيفا أن أصل تسمية هذه الحركة يرجع إلى عام 1948 عندما علقت مجلة رياضية أرجنتينية على هدف لاعب إستوديانتيس لابلاتا ريكاردو إينفانتي، حيث عنون الكاتب مقاله بعبارة تحمل في طياتها صورة بلاغية جميلة، جاءت "إينفانتي يقوم برابونا". وتُستعمل عبارة "القيام برابونا" في الأرجنتين للدلالة على غياب الأطفال عن المدرسة دون علم آبائهم، بينما تعني كلمة "إينفانتي" باللغة الإسبانية "فتى صغيراً في مقتبل العمر".
وهكذا، كان العنوان بمثابة وصف جيد لوضعية اللاعب ابن الـ24 آنذاك، والذي نجح في الخروج من مأزقه، حيث كان محاطاً بعدة مدافعين فما كان منه إلا أن استند بكل ثقل جسمه على القدم التي اعتاد التصويب بها ليسدد الكرة بقدمه الأخرى بعدما لفها على الساق الثابتة. ويعد الإيطاليون أن ابن جلدتهم جيوفاني روكوتيلي هو من ابتكر "رابونا"، فقد اشتهر روكوتيلي في يناير 1978، عندما مرر بنفس طريقة إينفانتي كرة في طبق من ذهب لزميله جاكومو تافورو ليسجل الأخير هدفاً جميلاً لفائدة أسكولي في مرمى مودينا."
كما أن لهذه اللمسة اسم مختلف في البرازيل، حيث يُطلقون عليها "شاليرا" أو "ليترا"، علماً أنه يُجهل إلى الآن أصل هذين اللقبين في بلاد أنجبت عدداً من أصحاب الاختصاص في هذه الحركة العجيبة، التي تفنن فيها كل من ريفالدو وجارديل وروبينيو.
كما أن أسطورة الكرة الأرجنتينية مارادونا كان يجيدها رغم أنه لم يسجل أهدافاً بهذه الطريقة، بيد أن مهاجمين أسطوريين من قبيل رامون دياز أو كاريكا، بلغا الشباك في مناسبات عدة بفضل تمريرات دييجو الساحرة، التي كان عدد كبير منها يأتي من كرات عرضية بواسطة حركة "رابونا".
ورغم مرور السنين وتوالي الأجيال، ما زالت الأرجنتين تزخر بلاعبين يتقنون هذه اللمسة. ولا أدل على ذلك من تمريرات أنخيل دي ماريا وأهدافه، سواء مع بنفيكا البرتغالي، أو بقميص ريال مدريد حالياً.
ولا يقتصر هذا الاختصاص في أسبانيا على نادي العاصمة، إذ نجح مهاجم برشلونة دافيد فيا أكثر من مرة في تنفيذها.
أما البرتغالي ريكاردو كـواريزما، فيُعد من أكثر لاعبي العالم لجوءاً إلى هذه الحيلة إلى جانب الألماني توماس مولر في استخدامها مرات ومرات.
ويوجد نوع من اللاعبين الذين يقومون بحركة "رابونا التضليلية"، ومنهم رونالدينيو وكريستيانو رونالدو وماتياس فيرنانديز الذين نجحوا في تمويه الخصوم وكأنهم سيسددون الكرة من خلال تقاطع الساقين، قبل أن يمهدوها لأنفسهم من جديد ويصوبوها بسرعة فائقة.
لكن الويل كل الويل لمن يخطئ تنفيذ "رابونا"، كما حصل لكل من الأسترالي نيك كارل والإنجليزي ديفيد دان. فبينما بقي الأول منبطحاً على الأرض خجولاً من نفسه في مباراة أمام أوروجواي، عاش الثاني كابوساً مزعجاً في موقعة الديربي بين فريقه بيرمنجهام وأستون فيلا، حيث أصبح أضحوكة جماهير الناديين.