نظرة المجتمع
أوضح استشاريون اجتماعيون أن نظرة المجتمع للمرأة الأربعينية يعتمد على المرأة نفسها، بمعنى أنها مطالبة بالاهتمام بشكلها الخارجي والمحافظة على صحتها، والتمتع بقوام رشيق بعيد عن السمنة والترهل، أما لو أهملت مظهرها وظهرت مترهلة فإنها تصبح غير مقبولة اجتماعيا.
وشددوا على أن نظرة المجتمع نحو المرأة تعتمد على المرأة نفسه، أما إن فكرت بإيجابية تجاه نفسها فستجد أن سن الأربعين هو بداية السيادة لها، فهي في هذه السن السن تمتلك مقومات كثيرة من الاستقلالية القوة والثقة والاثارة التي تجعلها مقبولة في غيون الآخرين، كذلك الحياة الاجتماعية في هذه المرحلة للمرأة مهمة جدًا تعطيها طاقة كبيرة في استمرارها.
الرونق والحيوية
رأى كثيرون أن النظرة القاصرة التي سادت لفترة طويلة سببها النساء أنفسهن، وهن اللواتي أعطين هذا الانطباع على أنفسهن.
ويقول الأخصائي الاجتماعي محمد الغالي إن «نظرة المجتمع للمرأة الأربعينية بأنها فقدت حيويتها، ويعود ذلك لأ غالبية النساء حين يصلن هذه المرحلة من أعمارهن يهملن أنفسهن، ويملن إلى الانطواء ويشعرن بالخوف والقلق خشية من نظرة المجتمع».
وأشار إلى أن المرأة هي الوحيدة المسؤولة عن إسعاد نفسها بالطريقة التي تختارها، وقال «لكن للأسف نجد بعض النساء تهمل مظهرها الخارجي، وتترك جسدها للتغيرات من ناحية زيادة وزنها وظهور أعراض نفسية وجسدية عليها».
وتابع «سن الأربعين وما بعده هو نقلة نوعية في حياة المرأة، وعليها أن تنظر للجانب المشرق في كل شيء حولها».
المرأة كيان
يقول الأخصائي النفسي أدهم عبدالجبار إن «المرأة كيان في كافة الأعمار، وليست سلعة تباع وتشترى حتى نحكم على جودتها، وهناك نظرة قاصرة للمرأة الأربعينية بأنها أصبحت غير مقبولة ولا يناسبها نشاط الأصغر سنا، فالمرأة في سن الأربعين أصبحت ناضجة، ولديها تفكير مستقل، وهي تحسن التحكم بجميع أمورها، وهي لا تختلف عن الأربعيني في شيء، كما أن المرأة في سن الأربعين أصبح لها نفوذ اجتماعي ووظيفي، وهي قادرة على مواجهة كافة المصاعب والتغلب عليها».
تغير في السلوك
تؤكد الكوتش نادية كمال أن «المرأة في سن الأربعين باتت اليوم تهتم بصحتها، ولدينا في النادي كثير من النساء اللواتي بلغن الأربعين وهن يحرصن على المواظبة على التمارين الرياضية مثل تمارين الكارديو والمقاومة وحمل الأثقال، وكثيرات منهن بتن يتمتعن بأجساد وقوام رياضي، وأغلبهن يحرصن على اتباع نظام غذائي صحي وتمارين رياضية للحفاظ على أجسادهن».
وتابعت «في المقابل، نجد بعض السيدات، وهن قلائل، وبمجرد تجاوزهن الثلاثين يهملهن أنفسهن، ويخصصن كل وقتهن للأسرة والأبناء دون الالتفات قليلًا لأنفسهن، مما يؤثر على حالتهن الصحية والنفسية، ويصبحن معرضات لزيادة الوزن، وللأمراض المزمنة، فيما عليهن مثلهن مثل الرجال تغيير أنماط حياتهم حتى يتمتعوا بصحة وأجسام رشيقة».
فرص الزواج
بين الاستشاري الأسري عبدالرحمن الأحمد أن «المرأة في سن الأربعين تعتقد أن فرص الزواج باتت محدودة بالنسبة لها، وهذا غير صحيح، فكثير من الرجال خاصة من تجاوز الأربعين يرغب في الارتباط بزوجة أربعينية قريبة من سنه، لأنه يراها المرأة الناضجة والحكيمة التي تقدر الحياة الزوجية، كما أن نضجهما يقلل المشكلات الزوجية، ويقلص سوء الفهم، ويزيد التفاهم والانسجام، لإدراك كل منهما أنه ليس هناك شخصية تشبه الأخرى، وأن الاختلاف في الشخصيات أمر طبيعي».
بلا حرج
لا تجد هيفاء أحمد حرجًا من القول إنها بلغت الأربعين، وتضيف «لا يظهر علي أنني تقدمت في السن، فأنا اتبع روتينا يوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، وقد حرصت على تخصيص وقت للخروج والتنزه مع الصديقات إلى جانب التسوق والاهتمام بصحتي، واتباع نظام غذائي، والمشاركة في جميع المناسبات الاجتماعية لأسرتي وصديقاتي ما أكسبني ثقة بالنفس واستقلالية خاصة».
أما فاطمة الغامدي فتقول «بمجرد بلوغ المرأة الأربعين ترفع في وجهها ممنوعات عدة، فلا يحق لك القيام بنشاطات الأصغر سنًا، ويرفض كثيرون منها أن تعتني بجمالها وشكلها ومظهرها الخارجي من مبدأ أن العادات والتقاليد لا تسمح، وهذا خطأ يقع فيه كثيرون، حيث يصادرون حقها في الاعتناء بنفسها وجمالها وأداء العمل والمشاركة، بالرغم من أن كثيرًا من الأربعينيات يمتلكن خبرات في العمل، ويجب الاستفادة منهن بدل تهميشهن».