وكان الأندية تستعين بكشافين يتميزون بنظراتهم الثاقبة وخبراتهم العالية في اصطياد واستقطاب المواهب الشابة والصغيرة، عبر جولاتهم في ملاعب الحواري وحضورهم دوريات المدارس التي كانت مناجم تحتاج فقط فقط لعين خبيرة تستطيع اصطياد الموهبة وتستقطبها للتسجيل في الأندية.
صلاحيات وغياب
منحت الأندية صلاحيات كاملة للكشافين للتفاوض مع الموهوب أو ولي أمره.
وشهدت الملاعب بزوغ نجوم كبيرة كان لها بصماتها الواضحة وتألق الكبير مع أنديتها والمنتخبات بفضل أولئك الكشافين الذي غابوا تمامًا في الفترة الأخيرة وعلل كثيرون غيابهم بسبب انتشار الأكاديميات الرياضية التي باتت تستقطب النشء لتدريبهم وصقل مواهبهم وتقديمهم للأندية، كما أدى انتشار الملاعب المجهزة واختفاء الملاعب الترابية إلى تراجع دور الكشافين وندرة الاستعانة بهم، حيث تعاضدت كل تلك الأسباب مع السماح بتعاقد كل من الأندية مع 8 لاعبين كبير لتغيّب دور الكشافين.
هجرة اللاعبين
يرى المشرف العام على أكاديمية جوهرة وادي نجران (أكاديمية G20)، نجم نجران سابقًا إبراهيم آل خريم أن نجران تضم كمًا هائلًا جدًا من المواهب التي تنتظر الاكتشاف والنظر لها بعين تعرف أن تقرأ مستقبل الموهبة، وقال «افتقدت الأندية في الوقت الراهن للكشافين، واكتفت بمتابعة اللاعبين الأجانب، واللاعبين المحليين القادمين من خارج أسوارها، وهمّشت لاعبي الفئات السنية من الشباب والناشئين، وهذا أدى إلى هجرة اللاعبين للبحث عن فرصة للبروز».
وأضاف «للأسف، مع الدور المهم للأكاديميات الكروية التي افتتحت في الآونة الأخيرة، والتي بدورها باتت تخدم الأندية، لا تجد سوى إنكار جهدها، فلا الأندية تزورها، ولا مكتشفو الأندية يطلعون على مواهبها، أو يستفيدون منهم، لأن الأندية تريد أن يكون لها الفضل في تدريب وإظهار اللاعب، وإنكار دور الأكاديميات».
غياب الثقافة
يعتقد مدرب الفئات السنية في نادي نجران سابقًا، أحد أهم مكتشفي المواهب السنية رمزي المرسي أن غياب الثقافة الرياضية الصحيحة، قاد إلى غياب الكشافين، وقال «للأسف هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى عدم اختفاء الكشافين للمواهب، وألخصها في غياب الثقافة الرياضية الحقة، حيث يتم التعاطي مع الرياضة على أنها من الكماليات، وليست هدفًا أساسيًا يجب أن يجتهد من أجله، وكذلك اعتماد الأندية علي اللاعب الجاهز، والمجاملات بشكل كبير في الأندية مما يقلل من فرص المواهب ويصيبها بالإحباط، وأيضًا قصر العمر التدريبي للاعب البراعم والناشئ والشاب بمعنى المشاركات موسمية في المنافسات فقط، والاستعانة بغير المختصين في التدريب خاصة في مرحلة التأسيس، والتعليم الخاطئ في الأكاديميات الخاصة واعتمادها على المضمون الإعلامي (السوشال ميديا) على حساب المضمون والمحتوى التعليمي التأسيسي وانحصار عمل روابط الأحياء علي المستوي الكبير وإهمال الفئات السنية كما يحدث في الأنديه أيضًا، إضافة إلى أن دوري المدارس روتيني أكثر منه عملي».
عصر السوشال ميديا
ختم المرسي «باختصار شديد، هذا عصر السوشال ميديا الظالمة، فالجميع من خلف الكاميرا والمايك أيا كان عمله أو مؤهله أو تخصصه أو وظيفته يدلي بدلوه في اكتشاف المواهب، بينما الكشافون والمختصون صامتون لأنهم لا يجدون التقدير».
اللاعب الجاهز
أشار المدرب الوطني يحيى آل خريم إلى أن الاهتمام بالفئات السنية شبه معدوم حيث لا يوجد اهتمام من الأندية، فالجميع يبحث عن اللاعب الجاهز، ومتابعة الحواري معدومة أو تجري على استحياء.
مواهب عدة
أصر عضو إدارة نجران، الإداري السابق، أحد أبرز مكتشفي المواهب حمد جابر على أن موضوع اكتشاف المواهب يبقى موضوعا ذو شجون، وقال «الأندية هي المعنية وكذلك الأكاديميات، فالاستعانة بالكشافين ومساعدتهم والوقوف معهم للكشف عن المواهب ليس في كرة القدم فحسب بل في كافة الألعاب الرياضية أمر مطلوب، ويجب أن يحظى بقيمة تناسبه، فعندما تظهر موهبة ما يجري وكلاء اللاعبين ويوقعون مع اللاعبين، ويتم تسويقهم دون النظر للمكتشف أو الأكاديمية التي قدمت اللاعب للملاعب، وهذا من أهم أسباب اختفاء المكتشفين.
مواهب قادمة
يرى النجم والمدرب عبدالله حيدر أن عدم إقامة بطولات مدرسية على ملاعب قانونية ساهم بدوره في اختفاء الكشافين، لأنهم لم يعودوا يجدون مساحة لاكتشاف المواهب التي غالبًا ما كانت تأتي من بطولات المدارس ودورات الحواري.
أسباب أدت إلى غياب الكشافين
- عدم اهتمام الأندية بالبحث عن المواهب
- الاعتماد على جلب الأجانب واللاعب الجاهز
- انتشار الأكاديميات الرياضية في مختلف المناطق
- الاعتماد على السوشال ميديا لمتابعة اللاعبين
- عدم إقامة دوري المدارس بكثافة وعلى ملاعب قانونية