في إحدى ليالي عام 1666 ذهب الخباز البريطاني توماس فارينور إلى فراشه ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه، وقد أدى هذا الخطأ إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من السكان، وتردد عمدة لندن توماس بلودورث في القيام بأعمال هدم للبيوت المجاورة لتكون كحواجز للنيران. وفي العصور الوسطى تفشى مرض الطاعون أو الموت الأسود في أوروبا ولم يكن هناك مجال للعلم أو المنطق وتم انتشار شائعة تفيد بأن القطط هي مصدر الوباء وتأثرا بهذه الشائعات فقد تم ذبح معظم القطط في أنحاء أوروبا وما حدث بعد ذلك أن انتشر الوباء بقوة فقد تنامى انتشار الفئران والتي كانت الناقل الأساسي للمرض وترتب على ذلك أن ما يقارب من ثلث سكان أوروبا قد ماتوا بسبب داء الطاعون وذلك بين عامي 1347 وعام 1352. ومن الأخطاء التي يذكرها التاريخ قيام جورج هاريشين من جنوب إفريقيا ببيع مزرعته إلى شركة تنقيب مقابل عشرة جنيهات لعدم صلاحيتها للزراعة، وحين شرعت الشركة في استخدامها اكتشفت أن بها أكبر منجم للذهب على الإطلاق، وأصبح بعدها هذا المنجم مسؤولا عن إنتاج النسبة الأعلى من الذهب في العالم. ونشر موقع بيزنس انسايدر أن من أهم أسباب انتشار فيروس كورونا أن التفشي بدأ في ديسمبر 2019 ولم يتم إدراك خطورة المرض والتعامل معه بشكل جيد إلا بعد مرور أربعة أشهر.

الأخطاء الكارثية عندما تقع تكون إما بسبب قصور الرؤية أو سوء تقدير لدراسة الموقف أو عدم الاستبصار للعواقب المستقبلية أو عدم الإنصات للتحذيرات والأخذ بالمشورة، وقد تكون الأخطاء أحيانا بسبب انقسام القيادة أو فريق العمل أو إسناد المهام العظيمة إلى أشخاص غير قادرين على اتخاذ القرار السليم، ومن الأسباب أيضا التأخر في اتخاذ القرار أو عدم الاستفادة من الفرص المتاحة. وفي مجال عمل المؤسسات الحكومية والخاصة، عملية الخطأ في اتخاذ القرارات تعتمد بشكل أساسي على عدم توفر البيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرار، كذلك فإن تعدد المهام للمسؤول تجعله في حالة من التشتت المستمر وعدم القدرة على التركيز بشكل جيد. ومن أهم الأسباب لاتخاذ القرارات الخاطئة، هو تغليب العواطف على العقل في عملية اتخاذ القرار، فمشاعر الإحباط والغضب والفرح هي جزء من التجربة الإنسانية اليومية، ولكنها قد تكون سببا في عرقلة القرار أو اتخاذه بشكل غير سليم. وأحيانا كثيرة قد تكون لدى المؤسسة كم هائل من المعلومات لاتخاذ القرار، ولكن تكمن المشكلة في عدم القدرة على دراسة وتحليل هذه البيانات، ومن هنا تأتي أهمية إعداد القادة بالمهارات اللازمة لتحليل الأوضاع الراهنة والتعاطي مع البيانات والأرقام وتحويلها إلى مشاريع عمل. وأخيرا جميعنا يتخذ قراراته اليومية، وهذه القرارات تعكس قدرتنا العملية ونمطنا الشخصي في عملية اتخاذ القرار، وقد نتخذ بعض القرارات الخاطئة والتي يمكن تقليصها أو التخلص منها بتجنب الأسباب المؤدية إلى عملية اتخاذ القرار الخاطئ، لاسيما أن بعض تلك القرارات يرتبط بالموظفين وبمصالح المؤسسة بشكل مباشر.

من أهم الأسباب لاتخاذ القرارات الخاطئة، تغليب العواطف على العقل في عملية اتخاذ القرار، فمشاعر الإحباط والغضب والفرح جزء من التجربة الإنسانية