تطوير تقنيات شات بوت فعالة يعني أنه يلزمها أن تحاكي مزيدًا من القدرات البشرية، فمن المعلوم أن البشر أثناء الحديث في موضوع ما يتبعون تسلسلًا للحديث، فكل طرف في المحادثة يستحضر المراسلات السابقة، والتي من خلالها يمكن الخروج بحديث متصل عن الموضوع محل النقاش، وقد تم بالفعل تصميم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقوم بذات الأمر، فقد ذكر بحث نشرته شركة فيسبوك (Facebook) قام به عالم البيانات الدكتور إيريك سميث (Eric Smith) مع عدد من الباحثين في العام 2020، أن أي نظام محادثة آلي، ليكون ذا كفاءة، يلزم أن يتوفر به ثلاثة أركان، وهي أن يتمكن من التفاعل مع الآخر، وأن يحمل كما من المعارف، وأن يمتلك شيئًا من التعاطف أثناء الحديث، كما ذكر البحث، أن أنظمة الشات بوت لتحمل هذه المهارات يلزمها أن تتمكن من استدراك تاريخ الحديث مع الطرف الآخر، كما يفعل البشر تمامًا.
غير أن خوارزميات الشات بوت حتى إن تمكنت من تذكر تاريخ المحادثة، إلا أنها مازالت تواجه عددًا من التحديات، ومن هذه التحديات ما ذكرة الدكتور شينادورا سانكر (Chinnadhurai Sankar) في بحث نشرة مع عدد من العلماء عام 2019، إبان عمله في شركة جوجل (Google)، أن خوارزميات الشات بوت الحالية، والتي يمكنها تذكر تاريخ المحادثة، وبالرغم من تطورها، فإنها مازالت لا تستطيع التنبه للطبيعة المتجددة للأحاديث، والتي تعني أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي حتى إن كانت تستطيع تذكر ما تم الحديث عنه مسبقًا، إلا أنها تفتقر إلى معرفة كيف آل الحديث إلى ما هو عليه الآن.
قدم عدد من الباحثين حلولًا للتحدي الذي ذكره الدكتور شينادورا، ومن هذه الحلول ما طرحة الدكتور زيكانج لي (Zekang Li) عام 2021، مع باحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم (Chinese Academy of Sciences) وشركة وي شات (WeChat)، طرح فريق الدكتور زيكانج نموذجًا جديدًا لتدارك مشكلة عدم تنبه خوارزمية الشات بوت لتسلسل المحادثات، وفي هذا النموذج عاد الباحثون لدراسة طريقة البشر في التحادث، وقد وجدوا أن الإنسان في الغالب ما يستحضر في ذهنه أثناء الحديث الهدف الأساسي من المحادثة، ومن ثم يحلل أثر أي رد قبل طرحه على مسار المحادثة، وبهذا الأسلوب تحديدًا تم تصميم خوارزمية الدكتور زيكانج.
شات بوت فريق الدكتور زيكانج يمكنه التنبؤ بتأثير أي رد يقوم بإظهارة للطرف الآخر، كما ويمكنه على غرار الخوارزميات الأخرى تتبع مسار المحادثة، وذلك بمعرفة تاريخ الدردشة السابقة، ولكن هذا الشات بوت يسعى في دردشته أن يحقق أهداف الحوار كما يفعل الإنسان.