ظهرت المرأة المصرية في برنامج (أوبرا وينفري) السبت الماضي، متناقضة مع نفسها، عدائية وعنيفة مع المختلف.. فغير المحجبة تقول عن المحجبات إنهن مغلقات العقول، والمحجبة تحكم على خالعات الحجاب بصورة صدامية متوترة! بينما جاء حكم الدكتورة والوجه الإعلامي المعروف (هبة قطب) القاضي بتأثيم شعب بأكمله صادما ومستفزا للعقلية الغربية، فهي تحكم عليهم بمنطق ثقافتنا، متجاهلة أن لكل قوم ثقافتهم وقيمهم فيما يتعلق بالحب أو رفض المساكنة قبل الزواج! وكان الأولى بها الخروج من مصيدة سؤال كهذا بتوجيه المحاورة إلى حكم المساكنة في الدين المسيحي، فالسؤال المرواغ لا تكون إجابته إلا بذات القدر من المرواغة! فالأديان كلها تحرم المساكنة قبل الزواج.
ضحك الحضور مع مذيعة البرنامج ملء أشداقهم بسخرية واستهزاء على المجتمع المصري الغارق في إزدواجياته ومفارقاته وكبته الجنسي، ففيما تحرم وتمنع المساكنة قبل الزواج، يمارس الكثير من الشباب المصري الجنس قبل الزواج! وذلك حسب إجابات إحدى المشاركات المصريات على أسئلة أوبرا المخاتلة!
جاء التشويه الأكبر للإسلام وحقوق المرأة فيه، عندما قدم الطلاق مقتطعا من سياق مشروع الإسلام التقدمي في قضية المرأة، ومختطفا من قيمه الكبرى المعززة لقيم العدالة الاجتماعية والمساواة وقدسية الحياة الزوجية، والميثاق الغليظ الذي تأخذه المرأة من زوجها! فكل ما ركز عليه البرنامج هو ترك الحبل على الغارب للرجل ليطلق زوجته كيفما يشاء حتى لو برسالة جوال، بينما تحتاج المرأة إلى رفع القضايا والانتظار المرير إذا كانت هي من يريد الطلاق!
تعرض كلام المشاركات ـ كما توقعت ـ للحذف والبتر، فالدكتورة هبة في صحيفة "الشروق الجديد" تؤكد أن كلامها تعرض للقصقصة، فقد حذف البرنامج من أقوالها ومنها تأكيدها- (إن الإسلام يعطي المرأة الحق في تطليق نفسها، وهو ما يمكن ذكره في عقد الزواج، كما أن هناك قانونا للخلع يتفق مع الشريعة الإسلامية، وأنه ليس كل الرجال يهدرون حقوق المرأة.).
كان حريا بالدكتورة (هبة قطب) وغيرها من المشاركات اشتراط مشاهدة البرنامج قبل عرضه، والتلويح بالمقاضاة في حال تشويه كلامهن، والتمكن من أسلحتها، والإعداد الجيد المتمكن فالإعلام الغربي يحاول تصدير صورة نمطية للإسلام تقترن بالتخلف والرجعية! وكنت قد رفضت الأسبوع الماضي المشاركة في برنامج لشبكة Current TV الأمريكية عن المرأة السعودية وقضاياها، خشية من تحوير كلامي، أو حذف أجزاء منه، أو وضعه في سياق غير سياقه!
لا شك أننا مقصرون إعلاميا، وبدلا من استثمار الأموال العربية في أغاني الهشك بشك وثقافة الهلس ونزيف المسلسلات السطحية، ليتنا نبلور صورتنا أمام العالم بأعمال سينمائية ووثائقية!