تعيش الأرض على ما يبدو حالة من الجنون المناخي، ولعل حرائق العامين الماضيين، على الأخص في غابات الأمازون، أثرت بشكل أكبر مما توقعه كثيرون على المناخ، وقادت إلى هذه الظواهر المناخية المتطرفة. ففي أوروبا والصين وأمريكا جفت أنهار، وفي الصين والفلبين والهند والسودان وغيرها غرقت مدن بالسيول.
وجفاف الأنهار والحرائق والاحتباس الحراري وسرعة ذوبان الجليد، لا يقتصر تأثيرها فقط على المناخ، بل سيطال كذلك المحاصيل الزراعية، ويرفع أسعار السلع عالميا.
في المقابل، ضربت الفيضانات عددا من المناطق في العالم، بداية من أوروبا وأمريكا الشمالية وصولا إلى شرق آسيا وأفريقيا، وأدت إلى وفاة مئات الأشخاص ونزوح الآلاف.
وتسببت الفيضانات التي صنفت في بعض البلدان، بأنها الأكثر شدة وتدميرا منذ سنوات، في وفاة نحو 2000 شخص.
جفاف الراين
شهد نهر الراين الذي يعبر 5 دول أوروبية من جبال الألب في سويسرا إلى هولندا مرورا بألمانيا ولختنشتاين وفرنسا، جفافا يهدد القارة العجوز بـ«شلل اقتصادي»، حيث انخفض مستوى النهر إلى الثلث تقريبا.
الدانوب يعاني
يعبر نهر الدانوب، ثاني أكبر نهر في أوروبا بعد الفولجا، أو يحاذي 10 دول أوروبية، ويلقب بنهر العواصم لمروره عبر 4 عواصم فيينا «النمسا» وبراتيسلافا «سلوفاكيا» وبودابست «المجر» وبلجراد «صربيا»، وقد وصل إلى أحد أدنى مستوياته منذ قرابة قرن.
66 نهرا
في الصين ضرب الجفاف 66 نهرا في 34 مقاطعة بمنطقة تشونغتشينغ «جنوب غرب»، وتقلصت بحيرة بويانغ إلى ربع حجمها لهذا الوقت.
الجفاف يضرب نصف أراضي الصين بما في ذلك التيبت.
كولورادو
نهر كولورادو في أمريكا، والذي ينبع من جبال الروكي ويصب في المكسيك، يعاني هو الآخر من تراجع حاد في مستوى مياهه.
فيصانات الهند
في المقابل، أودت فيضانات وانهيارات أرضية نتجت عن الأمطار الغزيرة، بحياة العشرات شمال وشرق الهند.
باكستان
شكلت الأمطار الغزيرة في باكستان فيضانات مفاجئة، وأثرت في نحو 33 مليون شخص، بينهم أكثر من 300 ألف شخص يعيشون في مخيمات الإغاثة في أنحاء البلاد.
أفغانستان
طالت الفيضانات أيضا أفغانستان وقتلت 182 شخصا وأصابت 250 آخرين، ودمرت أكثر من 3100 منزل وقتلت آلافًا من الماشية.
سيول في إفريقيا
شهدت عدة دول إفريقية فيضانات، من بينها تشاد وأوغندا ونيجيريا وإفريقيا الوسطى، مما تسبب في وفاة عشرات الأشخاص ونزوح الآلاف بعيدا عن منازلهم. إفريقيا
يضرب الجفاف شرقي إفريقيا، خاصة الصومال.
وإفريقيا هي القارة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، وتشهد منطقة القرن الإفريقي أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 40 عاما، تمتد عبر منطقة شرق إفريقيا من إريتريا شمالا، مرورا بإثيوبيا وجيبوتي إلى الأطراف الجنوبية لكينيا والصومال.