وعلى عكس العطور المقلدة، فإن العطور البديلة تحظى بكونها مصرحة من هيئة الغذاء والدواء، على حد قول شمس القحطاني، وهي منتشرة في سوق العطور ولها براندها الخاص.
ويرى كثير من المهتمين أن العطور البديلة بوضوحها وصراحتها واقترابها من رائحة العطر الأصلي، تشكل خيارا مثاليا تتسع سوقه، حتى يكاد يزيح العطور المقلدة التي لا تحظى بالتصريحات اللازمة، والتي تنطوي على مخاطر لا يمكن تجاهلها، مع منافسته لها تقريبا في أسعارها.
تشابه الرائحة
تقول شمس القحطاني «بحكم خبرتي وتخصصي بالعطور وصقلي لموهبتي بالسفر إلى عدد من دول أوروبا لاكتساب الخبرة في مجال واسع بلا حدود، لاحظت أن لدى كثير من المحلات، بما فيها الكبيرة عطور مشابهة في رائحتها لرائحة العطور العالمية، وهو تشابه لا يشمل الشكل، وهذه العطور مصرحة من هيئة الغذاء والدواء، وليس لها تأثير ضار على الإنسان مثل بعض العطور المقلدة التي تستغل الشكل والرائحة، ويكون سعرها أقل بكثير من سعر العطرين الأصلي والبديل، كما أنها لا تحظى بأي تصريح من هيئة الغذاء والدواء».
مخاطر كثيرة
شددت القحطاني على أن خطوة العطور المقلدة تكمن في عدم خضوعها للأنظمة والضوابط، كما أن الشركات المصنعة للعطور المقلدة تضيف تراكيب كيميائية على العطور بصورة عشوائية مما قد يسبب على المدى الطويل إثارة لحساسية الصدر والربو المصاحب للسعال الحاد.
وتابعت «ثمة مميزات تظهر العطر الصلي، منها أن عبوته أصلية وتحمل رقما متسلسلا مطابقا للموجود على العلبة، ومطبوعا لا ملصقا، كما يجب أن يكون شكل العلبة والزجاجة مطابقين لما هو موجود على الموقع الخاص بالعلامة التجارية، وينطبق ذلك على كل تفاصيل العلبة من درجات الألوان واتجاه الأسهم وبروز الكتابة، كما أن العلامة التجارية لا يمكن محوها بسهولة من على الزجاجة فهي مصممة كي تظل عليها طوال مدة استعمال المنتج».
إقبال متفاوت
أوضحت القحطاني أن الإقبال يتفاوت ويختلف ما بين العطر الأصلي والعطور البديلة وتلك المقلدة، وقالت «هناك من لا يقبلون التقليد أبدا، وفي المقابل هناك أيضا من يقبل على شراء العطور المقلدة نظرا لسعرها الأدنى، إلا أن العطر البديل بتواضعه المادي وصراحته للعميل كونه لا يعبأ في عبوات مشابهة للبراند الأصلي قد يكون خيارا لكثيرين ممن يريدون التمتع بالرائحة نفسها للعطر الأصلي دون أن يتكبدوا سعرها المرتفع».
وحول الفوارق الكبيرة في الأسعار، أوضحت «يضع بعض التجار أسعارا أقل بكثير من سعر العطر الأصلي، وذلك من وجهة نظري لعدم ثبات العطر البديل أو المقلد، أما التجار الذين يستغلون المستهلك ويضعون سعر العطر البديل والمقلد بنفس سعر العطر الأصلي فإنهم يمارسون غشا تجاريا يعاقب عليه القانون».
أسعار مخفضة
يرى أحمد شرف، وهو أحد المستثمرين في مجال العطور أن مصانع العطور المقلدة تصنّع عطورا بأسعار منخفضة مشابهة لعطور الماركات العالمية، مدعية أنها تشتري الزيوت العطرية من الشركة الأم، وهذا غير صحيح على الإطلاق.
وقال «الشركات الأم لا تبوح بأسرار جودتها وتألقها، والزيوت العطرية لدى العطور البديلة والتي تستخدم في العطور المركبة ويتم استيرادها من بلاد شرق أوروبا وألمانيا والصين، هي عبارة عن مخلفات كيميائية ولا علاقة لها بالعطر الأصلي».
وأوضح «يأخذ هؤلاء العطر الأصلي ويقومون بمحاولات مستميتة لفصل مكوناته العطرية، ثم يبدؤون في استخدام المكونات الكيميائية، ولكل رائحة شفرة كيميائية وكل ما عليهم فعله بعد عزل المكونات الأصلية أن يقوموا بتركيب العطر من جديد، وهذا ما يعتقدونه صحيحا».
جودة الماركات
بين شرف أن سر جودة عطور الماركات العالمية يكمن في الخلطة الكيميائية، حتى ولو تشابهت كل مكونات العطور مع بعضها بعضا، وقال «قصة العطر لا ترتبك فقط بمكوناته، ولا تعتمد فقط على جودة المادة الخام، بل تعتمد أيضا على معدات التصنيع وجودة المختبرات والأهم خبرة من يتعامل مع كل ما سبق».
وأضاف «تخضع العطور ذات الماركات العالمية إلى فحص طبي من قبل مستشارين وأخصائيين متمرسين في هذا العمل، وعلى مستوى عالٍ لضمان سلامة المستهلك من جميع الأعراض والسلبيات المضرة».