أعلنت المملكة عن برنامج جديد لتعزيز البحث والتطوير والابتكار يهدف لرفد الناتج المحلي الإجمالي للدولة بـ60 مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) بحلول 2040.

وتركز مبادرة البحث والتطوير والابتكار على استثمار 2.5 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سنوياً في عام 2040، وتوفير فرص العمل في القطاعات العلمية والتقنية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية ليصبح اقتصاد المملكة أحد أكبر اقتصادات العالم.

تطوير القطاع التقني


يشير تقرير حديث إلى أنه يتوقع أن تنفق المملكة 33 مليار دولار عام 2022 على تطوير تقنية المعلومات والاتصالات، حيث حقق القطاع التقني نمواً بنسبة 8 % بين عامي 2019 و2021، وحقق القطاع الاقتصادي أكبر معدل نمو في الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالأعوام العشرة الماضية بفضل نمو قطاع النفط.

عالمياً، تعد الصين اليوم المثال الأهم الذي يمكن التعلّم منه في مجال وضع إستراتيجيات التنمية الوطنية التي تركز على الابتكار لتحسين الاقتصاد والقدرات التنافسية. وضخت الصين على مدار الأعوام الماضية استثمارات ضخمة في الابتكار المبني على نتائج البحث والتطوير في القطاعين العام والخاص. ويبدو ذلك جلياً في القطاع التقني الذي أثمر عن تقنيات ثورية مثل الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس، وهو تطور واعد تركز عليه السعودية وتهتم به بشكل استثنائي.

الذكاء الاصطناعي

على ضوء التجربة الصينية يمكن للمملكة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتنمية الاقتصاد الرقمي. ومن المتوقع أن تصل نسبة إيرادات دول الشرق الأوسط من الذكاء الاصطناعي إلى 2 % من إجمالي الإيرادات على المستوى العالمي في عام 2030 أي ما يعادل 320 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تستحوذ المملكة على النسبة الأكبر من الإيرادات، حيث ساهم الذكاء الاصطناعي برفد الاقتصاد السعودي بأكثر من 135.2 مليار دولار وفقاً لتقرير نشرته شركة بي دبليو سي. وبحسب التقرير السنوي لمنصة ماجنت للبيانات، حقق النظام الإيكولوجي المزدهر في المملكة أفضل النتائج في تمويل المشاريع وعقد الصفقات عام 2021 تمثلت بإيرادات بلغت 548 مليون دولار.

وتهدف المملكة إلى إعداد أفضل المواهب المحلية واستقطاب المهارات الدولية وتعزيز التعاون مع أكبر مراكز البحوث والشركات العالمية والخاصة والمؤسسات غير الربحية، مع التركيز بشكل متزايد على الشركات الناشئة.

كما تتطلع المملكة لجذب استثمارات بقيمة 20 مليار دولار في البيانات والذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي تهدف للتحول بالقوة العاملة من خلال التدريب ورفد القطاع التقني بـ20 ألف خبير ومتخصص، بمن فيهم 5000 متخصص بخبرة كبيرة في الذكاء الاصطناعي والبيانات. وبفضل ذلك، ستتمكن الشركات السعودية من الحفاظ على قدراتها التنافسية بتحسين عملية اتخاذ القرار وحل المشاكل الإدارية والحد من التكاليف وتعزيز الخدمات.

التجربة الصينية

تحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً في تقنية الجيل الخامس الثورية، حيث تُعد مركزاً لأكبر بنية تحتية للهاتف المحمول من الجيل الخامس.

وبدءاً من 2021، تم تركيب 1.43 مليون محطة أساسية للجيل الخامس في الصين أي 60 % من إجمالي محطات الجيل الخامس على المستوى العالمي، مما ساهم في تعزيز دور النظام الإيكولوجي الصيني للهاتف المحمول في تطوير شبكات الجيل الخامس حول العالم.

ويقول الخبراء بأن الصين ستقود تطوير الجيل القادم (الجيل السادس)، حيث كشف تقرير نشرته شركة Nikkei أن الصين حققت المركز الأول في طلبات اختراع الجيل السادس بنسبة 40.3 % من الطلبات على المستوى العالمي، متقدمة على الولايات المتحدة التي بلغت نسبة الطلبات التي قدمتها 35.2 %.

ارتفاع ملحوظ

ارتفع معدل البحث والتطوير للشركات الصينية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي من 1.26 % إلى 1.84 % عام 2021 بزيادة أكبر من معظم الدول المتقدمة. وساهمت الابتكارات التقنية في تنمية اقتصاد الصين، لا سيما خلال فترة الاضطرابات الكبيرة التي شهدها العالم. وتمكنت الصين بفضل البحث والتطوير من التعامل مع الحملة التي تقودها الولايات المتحدة بدوافع جيوسياسية لعزل الشركات الصينية عن سوق التكنولوجيا العالمي. وتستمر الصين بقطاعيها العام والخاص في بذل جهود كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي التقني، لا سيما في مجال أشباه الموصلات، حيث تُعد أكبر مستورد للرقائق الإلكترونية في العالم. وشهد العام الماضي تراجع الواردات الصينية من الدارات المتكاملة بنسبة 9.6 % في الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالعام الماضي وفقاً لبيانات الجمارك الصينية، فيما شهدت الواردات في نفس الفترة من عام 2021 زيادة بنسبة 33.6 %. وجاء الانخفاض في حجم الواردات بفضل التركيز على الاكتفاء الذاتي التقني في الصين.

التحول الرقمي

حققت المملكة العربية السعودية إنجازات كبيرة على طريق التحول الوطني والرقمنة وطموحات تنويع الاقتصاد بتعزيز الابتكار. وتمكنت من تحقيق تغيير إيجابي بين عامي 2020 و2021، بانتقالها من المركز 83 إلى 63 على مؤشر الحرية الاقتصادية. وبفضل المبادرات الحكومية الطموحة تتواصل الخطى الحثيثة لقيادة المملكة على طريق تعزيز تنافسية مختلفة القطاعات بالاعتماد على الابتكار الذي بات عماد منظومة بناء الاقتصاد الرقمي المستدام القائم على المعرفة. وباعتبارها أكبر اقتصاد في المنطقة، ستستفيد المملكة من امتلاكها قدرات كبيرة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على الابتكارات التقنية، لا سيما في ظل وفرة المقومات الأساسية كالمواهب التقنية والبنية التحتية المتماسكة لتقنية المعلومات والاتصالات التي يمكن الارتقاء بها بتعزيز التعاون المنفتح مع الدول والشركات التي تمتلك تجارب رائدة في هذا المجال.

عام 2021

60 مليار ريال من الناتج المحلي الإجمال تستثمر في المبادرة

2.5 % إيرادات دول الشرق الأوسط من الذكاء الاصطناعي من إجمالي الإيرادات في العالم عام 2030

مليار دولار إسهام الذكاء الاصطناعي برفد الاقتصاد السعودي

مليون دولار حققها النظام الإيكولوجي في المملكة بتمويل المشاريع وعقد الصفقات

مليار دولار تتطلع المملكة لجذبها كاستثمارات في البيانات والذكاء الاصطناعي 2 % 135.2 548